إلى متى سنبقى مجبرين على احترام عادات وتقاليد تتناقض مع الدين الاسلامي أولا ومع الواقع أيضا.
ظاهرة التعدد أو مايسمى في مجتمعنا بالظيار من الظواهر الممنوع الحديث عنها ,فرغم ثبوت التعدد في الإسلا م ووروده في القرآن والحديث:
قال تعالى:)وإن خفتم ألاتقسطوا في اليتامى فأنكحو ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلو فواحدة أوماملكت أيمانكم...........( .
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم :لايجمع بين المرأة وعمتها ولابين المرأة وخالتها, فالنهي عن الجمع بين من ذكر دليل على جواز الجمع بين غيرهن .
انطلاقا مما سبق وبالنظر كذلك للواقع فإنه من الضروري الحديث عن هذه المسألة والتأطير لها ومناقشتها على جميع الأصعدة .
وخاصة في مجتمع البيظان الذي يحرمها تحريما باتا ويجيز أو يسكت عن ماسواها من السفور وانتهاك حرمات الله .
وكذلك ظاهرة العنوسة التي أصبحت تهدد الفتيات ’ويذهب بعض أهل الاختصاص إلى تهديد مجتمع البيظان بالإنقراض نتيجة العنوسة وعدم قبول التعدد.
فالتقاليد والأعراف في مجتمع البيظان تؤمن رفض التعدد وتتغافل عن ماسواه.
انطلاقا من المقولة الشهيرة والتي أصبح تكرارها في كل الأعراس والمناسبات عرفا"لاسابقة ولا لاحقة"يسعى المجتمع إلى تحصين الزوجة وترك العنان لها بقولهم وإلا فأمرها بيدها .
وبما أن الرجل يرغب في إشباع رغبته الجنسية والتي لم تعد إمرأة واحدة كافية لها نتيجة لظروف تمر بها مثل الحيض والنفاس ..... .
فيلجأ الرجل إلى السرية لأن الباب موصد من طرف عادات وتقاليد أراد لها المجتمع أن تكون متينة وقوية في مواجهة الداعمين لظاهرة التعدد.
كما أن صاحبة السرية توافق ضمنيا على التعدد لعلمها بأن الرجل متزوج قبلها لاكنها توافق على السرية حتى وإن كانت غير عادلة في حقها .
ويرى بعض الباحثين وأصحاب الرأي الديني أن الزواج السري يكون باطلا في حالة عدم حضور الولي الشرعي والإشهاد على ذلك حسب المذهب المالكي الذي يحكم مجتمعنا .
وتجعل بعض النساء المعارضات للتعدد العدل كشرط أساسي للدخول في التعدد وبالتالي يجزمن بعدم توفره ,فلماذا لانشاهد قبولا بالتعدد ومن ثم الحكم على العدل بين الزيجات ,لاكن هذا مبرر فقط للإمتناع عن التعدد .
وقد صرحت بعض الفتيات عن موافقتهن على التعدد وقبولهن له مبدئيا لاكنهن يخفن من ردة فعل المجتمع ,والذي سيعتبرهن ناقصات عقل وشخصيتهن ضعيفة ,مع العلم بأن هناك بعض النساء للواتي وافقن على التعدد وحالهن جيد بل وأفضل من فتيات الإنغلاق كما يحلو لي تسميتهن .
يحدث هذا فقط في الأوساط البيظانية )العربية (والتي تمنع فيها التقاليد تعدد الزيجات وتحظى فيها المرأة بمكانة سامقة .
أما المجتنعات الزنجية فينتشر فيها التعدد ,وبالتالي لاوجود فيها لزواج السرية ,لأن الرجل يجد الكفاية لرغباته الجنسية وبرضى الزوجات بل وسكنهن في نفس المنزل مما يساهم في التكافل من جهة والتكاثر أيضا .
وقبل ختام هذ الموضوع الشائك أرجو أن أكون قد مهدت للحديث عنه بعتباره أصبح ضرورة ملحة ولاتحتمل التأخير وأن يساهم فيها الجميع من فقهاء ووجهاء وحكومة ومنظمات مجتمع مدني ومدونين وذلك من أجل القضاء على هذه الظاهرة والتي تلبس لباس العادات والتقاليد فهذه تقاليد أخرتنا ردحا من الزمن وجعلتنا نتخلف عن الركب و ألا نساير المجتمعات الأخرى خاصة في أمور نص عليها الشرع ودعا لها فنحن مطالبون بزيادة أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وفي انتظار تعليقاتكم أعتبر هذا إستفتاء من أجل معرفة نسبة المطالبين به داخل المجتمع .
الشيخ ولج سيدي