بقدر ما يؤمن الإنسان الواعي بأنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" « فانه يؤمن أيضا بأنه "بغير الخبز لا يحيا الإنسان " وبأن من يتحكم في خبزه قادر على التحكم في فكره وتعطيل عقله وإلغاء قدرته على ممارسة كل ما هو رفيع من ملكاته وقدراته. د .فؤاد وكريا.
*******
بات من العادي أن يكون الجوع سلاح في وجه الجياع أنفسهم وتحركه مجموعة من الجياع لأغراضها الخاصة , العاطلون من الشباب اليوم-أو المعَطلون إلى حد كبير- سلاح أساسي للدعاية السياسية و المآرب الشخصية لمجموع من جياع التنصيب و التوزير ودخول عش الحاشية .
فبات لكل و"زير و غفير و جرير... وطامع أو طالب لأحد المناصب السابقة وغيرها " جيش من الفقراء يمثلون يده التي يصفق بها و يضرب بها "خصومه" و يهاجم بها و الذريعة التي يفق وراءها كي لا تحترق ثيابه من مجالسة "صاحب الكير " و إن كان هذا الأخير ينفخ لتنضج طبخة المستثمر المتعالي على الطلب المستفيد من الإجابة.
شباب بالجملة دفعهم الفقر و البطالة إلى بيع أدمغتهم و أحلامهم و مبادئهم و توجهاتهم ... مقابل فتات دراهم و قنطار وعود تتلاشى ما إن يصل الشاري إلى مراده من الاستثمار في جوع هؤلاء الفقراء.
و ساهمت التقنيات الجديد "فيسبوك.. و أخواته"في رواج الاستثمار في جوع الواقفين في آخر الطابور , ففي فكل صبيحة نصحوا على مئة صفحة تمجد فلان و نمسي على أضعافها تهاجم علاٌن. و يقف وراء هذه السوق جيش من الجياع يشترى منه تعب سنين في دقائق مقابل "أواقي في الجيب وأمل في إخراج وحش الجوع الذي استوطن بطنه وخلصه من رنين المبادئ و الأخلاق - (الجوع هو من يحدد مبادئ الفقراء )- وكل ما قد يجعله يفهم انه مجر حمل بين أنياب أسود مقابل منصب ما يشترون ويبيعون في "***" ..".
"إذا كانت الغاية تبرر الوسيلة" فان الاستثمار الممنهج في الجوع الاستغلال الواضح للجياع بات معادلة ثابتة في "باراديغم " الصعود السياسي و الترقي سلم السلطة ولو على حساب حفنة من العاجزين و المضرين إلى أن يكون جيش جياع لخدمة حفنة من المتحكمين في مصادر الموارد المادية "فكيف لم يعي هؤلاء أنهم يتحكمون في شيء أهم هو الموارد الفكرية و العقلية؟" .
"يا جياع العالم اتحدوا " كارل ماركس (بتصرف).
Bembary