فقدت الساحة الثقافية في المغرب الجمعة 5 فبراير أحد ألمع فنانيها المسرحيين الطيب الصديقي عن عمر يناهز 79 عاما.
وأعلنت وزارة الصحة المغربية وفاة الصديقي بعد مرض عضال ألزمه الفراش، وبعد حياة مليئة بالشغف بأب الفنون والإبداع فيه، تشخيصا وإخراجا وكتابة وتكوينا لأجيال من المسرحيين.
ولد الطيب الصديقي عام 1937 بمدينة الصويرة المغربية المطلة على المحيط الأطلسي ورحل إلى مدينة الدار البيضاء حيث درس، ثم توجه إلى فرنسا ليتدرب على عمل البريد، لكنه اتجه إلى دراسة المسرح.
واشتهر الصديقي بتوظيفه للتراث المغربي في مسرحياته، وكانت له أيضا أعمال سينمائية مثل "شريط الزفت"، كما شارك في أعمال عربية كفيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقاد، كما كانت له اهتمامات فنية أخرى كالفن التشكيلي.
وفي عام 1956 شارك بمسرحية "عمايل جحا" بباريس ثم أسس فرقة المسرح العمالي في عام 1957 ليقدم عدة مسرحيات من اقتباس المغربي أحمد الطيب لعلج والمصري توفيق الحكيم وأخرى من اقتباس أرستو فان.
وفي فرنسا التقى الصديقي بأسماء لامعة في مجال المسرح المغربي أمثال أحمد الطيب لعلج ومحمد عفيفي وخديجة جمال.، ولعب أول أدواره المسرحية في مسرحية "جحا" ثم اشتغل في فرق مسرحية كمسرح "البراكة"، ولعب عدة أدوار ليلتقي فيما بعد بأبرز الأسماء المسرحية الفرنسية أمثال هوبير جينيو وجان فيلار.
وفي عام 1960 اقتبس مسرحية فولبون، لبن جونسون، وأسس بعد ذلك فرقة "المسرح البلدي" واشتغل فيها على عدة مسرحيات عالمية كاقتباسه من صامويل بيكيت، واقتبس من التراث المغربي أيضا، كما خرجت فرقة ناس الغيوان المغربية الشهيرة من فرقته "المسرح البلدي".