انطلقت محادثات السلام السورية في جنيف وسط غياب تمثيل رسمي للهيئة العليا للمفاوضات المعارضة المدعومة من السعودية.
وتطالب المعارضة بتوقف القصف الذي يستهدف المدنيين كشرط لمشاركتهم في المحادثات.
وبدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا المحادثات بالاجتماع بوفد الحكومة السورية، ومن ثم الاجتماع بالجهات الأخرى المشاركة وممثلي المجتمع المدني.
وكان الوفد السوري قد وصل إلى جنيف الجمعة ويضم 15 شخصا برئاسة بشار الجعفري مندوب سوريا في الأمم المتحدة.
كما وصل من دمشق وفد معارضة الداخل ويضم ممثلين عن جبهة التغيير والتحرير.
وكان دي ميستورا قد وجه رسالة عبر الفيديو موجهة للشعب السوري إنه "يجب عدم السماح بفشل المحادثات"، لكن ليس من الواضح إذا كان سيستطيع جمع الأطراف كافة.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة - المدعومة من السعودية - قد قالت إنها لن تشارك في المباحثات إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق يسمح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة من قبل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
وعقب اجتماع في الرياض الخميس، قالت الهيئة إنها لم تتلق إجابات مقنعة لمطالبها بشأن وقف القصف الحكومي وإنهاء الحصار من جانب القوات الموالية للأسد.
وقال جورج صبرا، وهو عضو في الهيئة العليا للمفاوضات: "من المؤكد أننا لن نتوجه إلى جنيف، ولن يكون هناك وفد" في اليوم الأول من المباحثات الجمعة، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.
كما نقلت وكالة فرانس برس عن عضو بارز في الهيئة أنه من المتوقع اتخاذ قرار اليوم بشأن المشاركة في المباحثات.
وفي وقت لاحق، قال مسؤول بارز بالمعارضة إن عددا من ممثلي المعارضة في الرياض قرروا التوجه إلى جنيف.
وفي تصريح لبي بي سي، أكد حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق السورية المعارضة، أن مجموعة أخرى من ممثلي المعارضة ستتوجه كذلك إلى جنيف.
وأوضح عبد العظيم لمراسل بي بي سي في جنيف، فراس كيلاني، أن أقلية من أعضاء هيئة المفاوضات هي التي مازالت ترفض الذهاب إلى جنيف بسبب ضغوط من دولة في المنطقة.
ووافق الأسد على أن يشارك وفد يمثل حكومته في مباحثات جنيف.
ويسعى المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى البدء بمحادثات "تقارب" غير مباشرة بين أطراف الصراع.
ومن المتوقع أن تستمر محادثات التقارب لستة أشهر، وسيجلس خلالها الأطراف المتفاوضة في غرف منفصلة ويتوسط بينهم مسؤولون أمميون.
وينصب الاهتمام حاليا على وقف واسع لإطلاق النار والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية ووقف التهديد الذي يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية".
لكن الهدف النهائي يتمثل في تسوية للصراع تشمل فترة انتقالية تنتهي بانتخابات تماشيا مع قرار صادر عن مجلس الأمن الشهر الماضي.
وكانت المحادثات الأخيرة التي كانت تهدف إلى إنهاء النزاع قد توقفت في شهر فبراير 2014.
وبالرغم من عدم توفر مؤشرات على أي تغيير في المواقف إلا أن تصاعد نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" دفع الولايات المتحدة وروسيا لتكثيف جهودها لإعادات أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات.
المصدر: بي بي سي