بدأت صباح اليوم الجمعة في نواكشوط أشغال ندوة حول الهجرة..الأسباب والدوافع منظمة من طرف مركز ابن خلدون للثقافة والحوار وللإعلام والتنمية بالتعاون مع مؤسسة هانس سايدل الألمانية.
وتسلط الندوة الأضواء على ظاهرة الهجرة من خلال عروض تتناول مفهوم الهجرة وتاريخها والأبعاد الاقتصادية للهجرة الخارجية والاستيراتيجية الموريتانية لتسيير الهجرة والمسارات المختلفة للهجرة عبر قراءة في الضوابط التشريعية والنصوص القانونية.
كما تتناول الندوة بالتحليل والدراسة محاور مرتبطة بالأبعاد
الجيوستيراتيجية للهجرة بوجه عام وهجرة الشباب على وجه الخصوص فضلا عن مسار الهجرة الداخلية في موريتانيا.
وأكد سيد محمد ولد ابن عمر المنسق الوطني المساعد للهجرة بوزارة الداخلية واللامركزية في كلمة له بالمناسبة على الأهمية الكبرى التي توليها السلطات العمومية في موريتانيا لتسيير الظاهرة مشيدا في هذا الصدد بنجاعة الاستيراتيجية الوطنية لتسيير الهجرة.
وأضاف أن موريتانيا تحاول أن تجعل من ظاهرة الهجرة ظاهرة ايجابية عبر تطبيق برنامج متكامل يأخذ في الحسبان الأسباب والدوافع الكامنة وراء انتشار الظاهرة.
وبدوره أوضح الدكتور محمد محمود ولد سيد أحمد رئيس مركز ابن خلدون للثقافة والحوار وللاعلام والتنمية أن الهجرة تشكل ظاهرة إنسانية ألفتها البشرية عبر تاريخها الطويل قبل أن تصبح أكثر تعقيدا في عالم اليوم بسبب تعدد أبعادها وتداخل أسبابها وتشابك آثارها .
ونبه إلى كون الشباب يمثل الفئة الأكثر عرضة اليوم للهجرة من جنوب الكرة الأرضية الأكثر فقرا باتجاه الشمال الغني، مشيرا في هذا الصدد إلى أنها شكلت حلما يولد مع الشباب وينمو معه ويكبر بالرغم من المخاطر المحدقة بالظاهرة والتي عادة ما تكون نهايتها غير محسوبة.
وأضاف أن الهجرة بما تمثله من إشكالية في عالم اليوم تشكل الهم الأكبر للدول والحكومات بحث تتفاوت المقاربات بشأنها من بلد لآخر خاصة بين دول المصدر والمستقر.
ودعا إلى فهم الظاهرة واستيعاب الأسباب الكامنة وراءها والبحث بجدية في الدوافع المؤدية إليها من اجل احتواء مخاطرها والبحث عن الحلول المناسبة لها.
ومن جانبه أشاد الدكتور يوخين لوباح المندوب الجهوي لمؤسسة هانس سايدل الالمانية فرع المغرب موريتانيا بجهود المركز في مجال البحث عن الحلول المناسبة لما تطرحه ظاهرة الهجرة من مشاكل على المستوى الوطني والدولي. وأضاف أن الظاهرة تعود لانعدام العدالة وغياب تساوي الفرص اللامز الذي يدفع مئات المهاجرين إلى المخاطرة بأرواحهم وركوب البحر طمعا في ما يسمونه بالفردوس الموعود.
ونبه إلى أهمية وجود سياسات وبرامج لتسيير الهجرة والبحث في اسبابها ومعالجة ما تطرحه من اشكالات.
جرت وقائع افتتاح الندوة بحضور عدد هام من الباحثين وأساتذة الجامعات و المهتمين بالهجرة.