"ليس السؤال اليوم إن كانت ستقوم ثورة بل هو إن كانت هذه الثورة مباركة "
*******
منذ قيامها و جامعة نواكشوط أكاديمية صنع القادة السياسيين أو هكذا بدت و لكن القراءة اختلفت بشكل كبير بعد دخول الاتحادات الطلابية في الكليات و المعاهد الموريتانية , و ما مثلته هذه الاتحاد من الامتداد المباشر بينها و الأحزاب السياسية . في ما يشبه مقايضة بين جهد الطلاب الحالمين ومساعي السياسيين لتكوين قاعدة شعبية لم يسعف بها الوسط الاجتماعي الذي تسيطر علية القبيلة التي عرفت دائما بكونها "حزب دولة "أو على الأقل خزان انتخابي لصالح الحكم القائم .
و لكي تكون العملية أكثر مرونة اتجهت الأحزاب إلى فتح أكشاك شراء في أو ساط الطلبة الجامعين "أحلام بالتوظيف "مقابل تأسيس شنكليش طلابي ظاهره اتحاد وباطنه حزب في الجامعة . و بات من الظاهر للعيان من هو الحزب الذي أسس هذا الشنكليش أو ذاك و لا احد يتردد في القول نحن اتحاد حزب كذا أو كذا .
و إن كان الأمر على استهجانه في الحرم الجامعي مقبول إلى حد كبير في الأوساط الطلابية و السياسية ,إلا أن المشكلة باتت تظهر أكثر عندما تسرب صراعات رجال السياسة إلى داخل الجامعات و الاختلافات بين الأحزاب السياسية تعصف بالمطالب الطلابية ,و تتقزم هذه المطالب إلى حد الانمحاء ملخصة في أن هذا الحزب في المعارضة أو في الموالاة .
و المشكلة الأكبر أن كل اتحاد يؤسس أو يرخص له في الجامعة هو دخول لحزب جديد أو وجه من أوجه حزب قديم في معترك السياسيين على طاقات المستقبل الشبابي ووجه من أوجه صراع التوزير و المناصب بين رجالات القصور أو أتباع المشيخيات "الأحزاب" .
هذه الشكليشات الطلابية عملة رابحة في أي كشك سياسي ومع ذلك ثمة ما لا يعيه الطلاب أنهم يصبحون بيادق في لعبة شطرنج لا خبرة لهم فيها و مجرد جسر لسياسي ما لتسجيل نقاط على حساب آخر في سباق القرب من هدف المنصب .
و بين منظمة طلابية بدأت تخرج على النص بلبس جبة سياسة اكبر منها بكثير و بعيدة كل البعد من أهدافها وحزب سياسي هدفه شرعنة مصلحته الخاصة ولو على حساب إرباك المشهد العلمي لبلد بأسره تسأل الجامعة عن مدى حدها من التورم السياسي لهذه الاتحادات؟
و تسال الاتحادات إن كانت أسست للمصالح الطلابية أم لتحقيق مكاسب سياسية ؟ وتسأل الأحزاب أيهم أولى ببناء امة أم بناء حزب ؟ و يسال الجميع لما المطالب الطلابية داخل الجامعة تستعمل كمطية للترقب من الساسة خارجها؟
