يقولون ما يشاءون رجما بالغيب.. ويرقصون على الجراح التي لما تضمد.. يوسعون الجرح المفتوح.. وهو الذي لما يمض عليه شهر واحد.. يفترون على الأموات.. على من نذروا نفوسهم لفعل الخير.. يتقولون على فارس نبيل.. رحل في ريعان الشباب.. وهو يحمل الخير إلى ساكنة غافية في طرف من أطراف البلاد.. نام السياسيون الذين يضجون اليوم عن مصالحها.. لم تجمع هيئة الرحمة المال ليكنزه المرحوم أحمدو في حسابات متخمة في البنوك الأجنبية.. كان يعمل للخير.. ومن أجل الخير.. دون جلبة أو ضجيج.. فانعقوا ما بدالكم.. يا راقصين على الجراح النازفة.. الغريب أن أحد "ألمع" صحافيينا المؤدلجين كتب في تدوينة له على الفيسبوك "المعلومات المتوفرة عن حسابات نجل الرئيس المتوفى في أوروبا الغربية والشرقية وعقاراته في موريتانيا وخارجها تؤكد أن هيئة الرحمة لم تكن الا مظلة لتبييض الأموال المتأتية من عمليات الكومسة الداخلية والخارجية والصناديق الخاصة المحمولة جوا وبرا وبحرا". أية صفاقة أكبر من هذه.. بربكم ألم يسمع هذا الرجل عن حرمة الأموات.. عن خطورة التقول عليهم.. أين هي الوثائق التي يملك هذا الرجل لإثبات هذا الزعم.. عن أي حسابات في أروبا الشرقية والغربية.. وعن اية عقارات يتحدث الرجل.. (ولا تقف ما ليس لك به علم.. إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) إنها الأحقاد التي لا تتوقف.. الأحقاد على الأحياء.. وهم أحياء.. والأحقاد عليهم بعد ما يرحلون إلى رحاب رب غفور.. لو كان المرحوم أحمدو ينتمي للقطب الذي ينتمي له السياسي الذي لبس دراعة الصحفي؛ وكتب ما كتب؛ لكان المحترم المعني؛ قد نصح الجميع بالكف عن الأموات.. ولكان استشهد بعشرات النصوص المقدسة التي لا يتذكرها إلا عندما لا تكون الكرة في مرماه.. هي "البلطجة" بعينها وشحمها ولحمها تتبدى متبرجة من ثنايا هذا الكلام المسموم؛ الذي لم يتذكر صاحبه الهدي النبوي ولا أخلاق الكرام.. لقد أطبق أهل موريتانيا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا على تعداد مآثر الراحل؛ الذي يعرفونه لبوسا للظلام في توزيع المساعدات والإعانات بلا من ولا أذى.. يعرفونه بسيطا محترما لا يرى لنفسه مكانة على أحد.. لم يدفعهم لذلك رهب ولا رغب.. بل كان سائقهم وحاديهم أيادي الشاب في أعناقهم.. وما كان القوم بالذين يغمطون حقوق أهل الحقوق ولا مآثر الفاضلين.. ثم بعد قرابة شهر يخرج علينا من يفترض أن يكون أكبر من التدنى للخضخاض.. ويخوض في الوحل حتى القاع.. لم نتساءل أو نسأل عن المليارات المبيضة أو المسودة التي يتحرك فيها رجالات تياركم السياسي الأحياء.. ولا علاقاتهم مع تنظيم عالمي يتجاوز موريتانيا؛ وتلقيهم للأوامر والأموال منه.. أفلا يسعك ما وسعنا؟ ألا تعلم بأنك بهذه الكلمة تعيب ميتا رحل إلى ربه.. وتسوء عائلة مفجوعة من المسلمين.. في أقدس مقدساتها: نظافة ابن طاهر ترجل وهو في زهرة الشباب.. (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).. ولكن كما قال الحق سبحانه (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)..