في موريتانيا العديد من الدعوات إلى إصلاح القضاء تارة و التعليم أخرى و البيروقراطية ثالثة ... الخ من دعوات الإصلاح التي أصمتنا جعجعتها و متنا في اشتهاء رؤية طحينها .
ولكن من بين تلك الدعوات تناست الدولة إصلاحا أكثر أهمية وهو قتل حزب القبيلة الذي اكل الدنيا و استغفل الناس , و تحولت السياسة الى مؤسسة قبلية تدار بمشاييخ و مجالس ابعد ما تكون عن السياسة ."السياسة" التي باتت تمارس بكل الوسائل إلا السياسية منها.
فكل قبيلة أسست لنفسها حزب أو اثنين من اجل المشاركة في كعكة المال العام و صناعة سياسة مصالحها الخاصة .و توسعت هذه الظاهرة في تجاهل تام للمصلحة العمومية او مصالح الدولة الأمة التي حلم بها الموريتانيون على مدى 55 عام من قيام الجمهورية .
فإلى متى سيستمر معنا كابوس القبيلة و إن كان دوره الاجتماعي يقاس بالجيد و المسموح استمراه فمتى ننتهي من التغول السياسي للقبيلة التي ترفض الموت تظهر بشكل أحزاب ظاهرها سياسية و باطنها قبلية صرفة من حيث التنظيم و التشكيل و الشعبية .
بقلم : الشيخ ولد سيدي