أين،الحقيقة،من،اغلاق،المحاظر؟ / اشريف ٲحمد ولد بابه

ثلاثاء, 01/05/2016 - 22:51

ظلت المحظرة الشنقيطية منذو قديم الزمان جامعة علمية متنقلة و جسرا

 ثقافيا بين الشناقطة و العالم تحل حيث ما حلوا طلابها و ترتحل حيث ما

 ارتحلوا ، اتخذت من ظهور العيس وسائل و مقاعد للتدريس يقول المختار بن بونه :

 

و نحن ركب من الأشراف منتظم ….. أجل ذا العصر قدر ا دون أدنانا

 قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة ………….. بها نبين دين الله تبيانا

 كما اتخذت من العود نورا يكاد يطمس نوره نورا، بعيدا عن التباهي و

 التماهي و الظهور فخرجت رجالا حملوا في طياتهم الوسطية و دربتهم على

 تأدية الأمانة العلمية فقد ذاع صيتهم و انتشرت سيرهم بين القاصي و

 الداني... حيث درسوا في الجامعات العربية العصرية و تميزوا من ذويهم، فلم

 تقف البداوة عائقا أمامهم نتيجة لسلوكهم التي ربتهم المحظرة الشنقيطية

 عليها و نصوصها الشرعية التي تضلعوا من معينها متخذين من أبيات الشافعي

 تقعيدا ثابتا راسخا في أذهانهم، :

 علمي معي حيث ما يممت يتبعني………… صدري له وعاء لا جوف صندوق

 إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ….. وإن كنت في السوق كان العلم في السوق

 هكذا كانت المحظرة علاقة نسيج بين المحكوم و الحاكم و بين الشيخ و الطالب

 مليئة بالود و العطاء و النصح.. «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة

 الحسنة و جادلهم بالتي هي ٲحسن» الآية...

 فهل سلكت المحظرة طريقا غير طريقها؟ و هل تصدى الحكام يوما لإغلاقها؟

 أمانا منا و غيرة على حب وطننا الغالي أردنا في هذه العجالة أن نبين حسب

 علمنا للقارء الذي يسمع الصوت و لا يفرق بين الأزيز و الأديد... يسمع من

 جهة و لا يخرج من الصواب،ان نبين له ذلك

 فمن خلال التوطئة السابقة رأينا كيف كان جهابذة العلماء و المفكرين و

 الأئمة سلفا، فما زالوا خلفهم يواصلون دربهم و لله الحمد حتى الآن، فلم

 يضايقوا من حاكم و لا محكوم يقدمون السند لطلابهم لا يريدون علوا في

 الأرض و لا فسادا، يريدون بذالك و جه ربهم فلم يتباهوا بالإجازات بل إن

 بعضهم قد ينصرف عن أخذها حين يستحقها، خوفا من السمعة و الرياء «ذلك خير

 للذين يريدون وجه الله و اؤلائك هم المضعفون» .. و قد مرت قرون و لله

 الحمد و المحظرة الشنقيطية تواصل عطائها على نهجها القديم قائمة بذاتها،

 لم تندرس و لا أحدا تسول له نفسه المساس بها و لا أن يغيرها عن حالها

 التي تركها عليه الأجداد، علما بأنها من خصوصيات هذا البلد العظيم..

 فالذين درسوا في المعاهد خارج البلد لم يزدهم ذلك إلا تألقا و حبا

 للمحظرة الشنقيطية، فلم يقللوا من شأنها و حين حولها البعض إلى مدارس و

 معاهد أصبحت تخضع للنظم القانونية المعمول بها في هذا البلد كما أصبحت

 الرقابة المادية و التسيير الإداري و الإشراف جزءا من استكمال العملية من

 أجل سلامة سيرها و حتى لا يختلط الحابل بالنابل... ليس ذلك ظلما و لا

 تعطيلا لكتاب الله، فكتاب الله محفوظ «لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا

 من خلفه تنزيل من حكيم حميد» « و قرآنا فرقنا لتقرأه على الناس على مكث و

 نزلناه تنزيلا» «قرآن مجيد في لوح محفوظ» «إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له

 لحافظون» لا يحتاج إلى نعرات و لا إلى حمية جاهلية فهل حيل بين أحد و بين

 تدريس القرآن؟

 لماذا الذين أغلقت معاهدهم من أجل التشريع أو غيره لم يعودوا لعملية

 التدريس التقليدية؟ حتى لا يتوقف الأجر إن أرادوه، بدل التظاهر بالأستذة

 و المعهد أم إنهم منعوا من ٲن يدرسوا مطلقا؟

 أليس من كانت له صدقة مادية لا يستطيع صرفها على المحظرة ؟ أم إنها لا بد

 لها من اسم معهد حتى تكون في حلها ويعظم الاجر؟ ، من هنا فإني أرجوا من

 الخيرين و الأئمة والكتاب واصحاب الفكر و الدعاة... النصح و الاخلاص لله

 و إيضاح الحقيقة للناس حتى لا تشيع الفتنة، فالذين يعالجون مواضيع معينة

 على المنابر ينبغي أن يتطرقوا على الجوانب السياسية و الحيثيات و الأسباب

 و الدواعي

 لذلك الأمر ليتضح الصواب للجميع بدل التحضيض والتحريض فنحن بلد غيور على

 القرآن كسائر البلدان الإسلامية، فمن ادعى إغلاق القرآن فقد تسبب في

 إشعال نار الفتنة {فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها} راجين من المولى عز

 و جل ٲن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن و ٲن يمسكنا بالسنة عند

 فساد الٲمة ٳنه ولي ذلك و القادر عليه.

الفيديو

تابعونا على الفيس