
للأسف من يعلنون أنفسهم متحدثين بإسم الطلاب ... هم مجرد مفعولٌ بهم ... , أول ما يبادروا به , القول : نحن بعيدون عن السياسة , وفي الوقت عينه يمثلون عقبات طلابية مزعجة يبتاعون بها الكرامة , لا يدرون ما الدور الذي يتعين عليهم لعبه .... ولا يخفى على أحدِ أن كل نقابة من تلك النقابات تمثل بالضرورة حزبا سياسيا تسعى جاهدة لتطبيق أجندته في الوسط الجامعي دون مراعاة لنظم ولا مصالح عامة , كل ما هناك أنهم دعائيين استغلاليين دون استثناء يأبون التصريح بحقيقتهم ليبتغوا الخداع ...
ولعلهم تقمصوا شخصيات سادتهم الكبار في المكر والدعاية , والدعاية المضادة في ما أسموه بهتانا : بأسابيع , الانتساب , والتعارف , والطامة الكبرى الانتخابات الطلابية , التي لن ينسى كل طالب حقيقي أنها شكلت عائقا أمامه للاستماع للمحاضرات وإجراء الاختبارات ... حيث أن تلك الطامة تصحبها ضجة بمزامير وقرع طبول وزغاريد , وأغاني غريبة وأخرى من السرب ... فنانين وفنانات, مدعوون , وسيارات فاخرة لأمناء عامين .... كل ما يؤكد وقوعهم في المحظور ومع ذلك فهم لا يأبهون ,.
ولو أن هناك هدفا بذاته لكان من الأولى مراعاة مصلحة الطالب في هذا الإطار , لكن بالعكس , فهم محكومون في تلك الأيام الانتخابية بالتنافس في إظهار حقيقة إعلامية مفادها " لا تعليم دون سياسة ولا سياسة دون مصالح سادتنا الذاتية , نحن هنا لإجراء مسحٍ شامل لأنصارهم "
ومن السخرية بمكان أن يبقى الطالب العادي دون استشعار الخطر الذي يهدد دراسته , دون أن يعلم أن أولئك المجندين بالنرجسيات لا علاقة لهم بالتعليم ولا الجامعة هم في الغالب غوغائيون فشلوا في الدراسة فاستغلهم السياسيون أو هم استغلوهم المهم أن في الأمر ريبة حقة الثبوت
سيقول لك المخلفون من الطلاب : "إنهم يقدمون خدمات جلية " ...والواقع أن ما كان يعتبر أولويات للعمل النقابي الطلابي النقي هم منه ببعيد .
إنهم مجرد شباب اختاروا التيه منهجا , حيث أنهم غارقون في صيحات لا ينفكوا في التراجع عنها بإشعار بسيط ممن علموهم السحر ...
في آخر قضية للطلاب شكلت توحيدا لصفوفهم على كلمة سواء من أجل قضية عادلة , لم يتمكنوا من الصمود طويلا فتنازلوا عن مسؤوليتهم التي لا تخص أحدا سواهم لصالح غرباء , نفس الغرباء الذين تمالئوا مع الأمن , ولا عجب فمنهم المخابرون والجواسيس بقدر الانتماء لهذا الحزب أو ذاك , أعتقد أنني الآن صحبة الكثيرون فهمنا ما كانوا يقصدون بالعبارة المترددة على ألسنتهم باسم أذهانهم (التخوين) فهِمنا أن ذلك الهاجس كان يأتي منهم فهم المعنيون ولا سواهم , أعتقد أنه مادام هناك متمصلحون فلا مجال لكسب القضايا العادلة ...
إذا أردنا قول الحقيقة والإذعان لها , فإنه يتعين علينا الاعتراف بأن ما يُمتهن في الوسط الجامعي ونيابة عن الطلاب الحقيقيون لا يمت بصلة مهما كانت للعمل النقابي الطلابي النبيل , ولا هو بصالح للمرحلة , وحيث ذلك ينبغي مناهضته والقضاء عليه جذريا وتأسيس ما يمكن أن ينصهر فيه الجميع في بوتقة واحدة برغم الانتماء السياسي أو غيره , ببساطة هو شيء للجميع وهدفه خدمة الجميع يقوم على انقاض التزلف الجاري .