من الأمور التي تثار حولها الشبهات كل عام، وتختلف فيها الآراء وتنصب لها المكلمات، حكم الاحتفال بذكرى ميلاد سيد الخلق ورسول الحق صلى الله عليه وسلم.. هل هو من البدع المنكرة، أم من السنن المستحبة؟
وفيما يلي عرض لنصوص فتاوى دور الفتوى الشرعية في بعض دول العالم الإسلامي، مشفوعة بالدليل والبرهان والحجة والبيان، لمن أراد أن يطمئن قلبه، وتهدأ نفسه، ويتبع سُنة نبيه دون إفراط أو تفريط.
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، فتوى (رقم 10528): الاحتفاء بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم مشروع في كل يوم، ومنه هذا اليوم يوم مولده الذي يحتفي الناس به صلى الله تعالى عليه وسلم، ولكن يجب أن يكون الاحتفاء به بذكر سيرته وصفاته واتباع سُنته وليس بالغناء والموسيقى كما يفعله بعض الناس، وكون الصحابة لم يفعلوا ذلك لا يدل على حرمته؛ لأن الترك لا يعد دليلاً على التحريم. أهـ.
-هيئة علماء السودان – دائرة الفتوى – فتوى شرعية رقم (هـ/ ع/ س/ 146/ 2015): الاحتفال به وبمولده صلى الله عليه وسلم أمر مستحسن شرعاً؛ لأنه إحياء لذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في القلوب، والفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم مأمور به في قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) (يونس:58)، وقد فرح أبو لهب بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخفف ذلك عنه العذاب كل يوم اثنين.
وعلى أن كثيراً من العلماء نص على ذلك ومنهم العلامة ابن حجر والإمام السيوطي، والشيخ زروق، وابن حمدون، وابن عباد، وابن حجر الهيتمي وغيرهم.
- دار الإفتاء المصرية، فتوى (رقم 140 طلب رقم 1186): والاحتفال بمولده – صلى الله عليه وآله وسلم - هو الاحتفاء به، والاحتفاء به - صلى الله عليه وآله وسلم - أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علِم الله - سبحانه وتعالى - قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.
وقد دَرَجَ سلفُنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم - صلوات الله عليه وسلامه - بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن، والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي، وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى. أهـ.
- الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات، فتوى (رقم 1489): ذهب جماهير العلماء إلى مشروعية الاحتفال بالمولد، وأنه صورة من صور شكر الله تعالى على ما أنعم الله به علينا من بعثة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. أهـ
- دار الإفتاء الأردنية، فتوى (رقم 653): الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أسلوب حضاري للتعبير عن المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاعتزاز بقيادته، والالتزام بشريعته، ويجب أن يكون خالياً من المخالفات الشرعية، ويُكتفى فيه بذكر السيرة العطرة، والشمائل الكريمة، والحث على التمسك بالدين. أهـ.
- دار الإفتاء الفلسطينية، فتوى (رقم 362): إذا كان الاحتفال بالمولد النبوي تذكيراً لسيرته، ومدحه، والصلاة عليه، والأمر بطاعته، واتباع هديه الكريم فهو جائز. أهـ.
- ديوان الإفتاء بالجمهورية التونسية: الاحتفال بالمناسبات الدينية كالمولد وليلة القدر هو من العادات المباحة، أما يوم عرفة وعاشوراء فالسُّنة فيهما الصيام. أهـ.
نقلا عن المجتمع