
لقد أهلك الرجل الحرث والنسل وأتى على الأخضر واليابس , وكرس في حقبته الظلم والتهميش والقبلية والجهوية , وكبـت الحريات , ورمى كل معارض وراء القضبان أو في غياهب المنفى ...
ذلكم هو معاوية الذي ترك الغالبية العظمى من الشعب طي النسيان والظلم والبغي وهو الذي أشعل فتيل حرب بين أبناء الوطن وهو الذي لا مكان له بيننا , ذالكم هو معاوية الذي صنع نخبة العار تشترى وتباع بثمن بخس لا تعرف للولاء معنا ولا للوطن مفهوما , نخبة توجد أنى وجدت مصالحها الضيقة السخيفة نخبة تتباكى على المال والجاه , وتجاوزت صناعته التافهة حدودها نحو القاعدة الضعيفة لتمحو الحرية من خلدها وتستبدلها بالدرهم والدينار قصدا منه وزمرته لإماتة الإرادة الحرة والشعور الحي بالحرية والوطن , وماكان ذلكم إلا تمهيدا لجعل الدولة غابة أشرار يسود فيها القوي ويغتال الضعيف وإنا لله وإنا إليه راجعون , هو معاوية الذي تبنى ولد عبد العزيز وكفل البقية من نخب العسكر الجشعة التي تناست مهمتها الأصلية وتناحرت على السلطة واستأنست الغدر صاحبا لها ... تلكم النخبة التي لازلنا نعيش تحت رحمتها ورعونتها الموصلة لبر الشقاء والشحناء والفرقة والتفرقة ...
أسئلكم بالله عليكم أي خير يرجى بعد كل ذاك السوء والله لوعاد لا قدر الله لعمل عملا يسوئكم أكثر من ذي قبل واللات حين مندم
إن احتفال البعض واحتفائه بفترة حكم الطاغية السفاح معاوية ولد الطايع إنما يعبر عن أنهم يسيرون على كس التيار التقدمي بل إنهم يعودون لمربع التخلف الأول ومن المثير للسخرية أن تملقهم ذاك الذي لا يخفى على أحد المرامي من ورائه قام على انقاض صناعة الطاغية ونصف عقله ( محمد ولد عبد العزيز ) ...
كما من المثير للإشمئزاز وصف اولئك أو وضعهم ضمن دائرة المثقفين والنخبة ...