لاشك أن ذكرى الاستقلال الوطني ذكري طيبة يتذكر فيها الشعب الأبي يوم انعتاقه وحريته من قبضة الاستعمار الفرنسي وحق له أن ينشد فيها القصائد طربا وينظم الأفراح تيها و يرفع العلم الوطني فخر واعتزازا وينظم العروض العسكرية تبجحا و لكن حبذا لو عرف الشعب الموريتاني الناضج أن للإستقلال مظاهره الناصعة البينة كما أن للإستغلال -بالغين- مظاهر ومشاهد فإذا ميزنا بين الإستقلال والإستغلال علينا كشعب حر لايقبل الضيم ولاينزل علي رأي الفسدة أن نلقي نظرة فاحصة علي واقعنا المعاش لنعرف أوطننا مستقل أم مستغل ؟ ؟
حين ننظر بعين الناصح إلي التعليم المفرنس والإدارة المفرنسة سنعرف الحقيقة ونتفيأ ظل الصواب ، حين ننظر بتأمل إلي واقع اللغة العربية في مدارسنا النظامية ستعود بنا الذاكرة السليمة إلي عين الحقيقة ونعرف أنفسنا بأنفسنا ، حين نمعن النظر إلي تاريح الدولة الموريتانية سيفاجأنا التاريخ -الذي لايسامح - بسرب من الإنقلابات العسكرية التي كان بعضها برعاية فرنسا ، بين كل انقلاب عسكري وأخيه يعيش المواطن الموريتاني كالكرة تتقاذفه الأحداث وتتعاوره الظروف القاسية ، يجب أن نصارح أنفسنا ونعلم أن الإستقلال يعني الحرية من القبضة الفرنسية في كل المجالات كما أنه يعني التحرر في المواقف ووضع المناهج التربوية عندهالن نتملق طمعا ولن نبتعد عن لغة الضاد تزلفا وبذا نستقل حقا ، أما أن نرفع شعار الإستقلال وواقعنا يكذبنا فإننا بذلك نمهد لمسرحية قد تضحك غيرنا ولكنها ستبكينا يوم ل ايجدي البكاء ولا العويل.