
من الجميل أن تضاء العاصمة أيام الاستقلال و الروعة والجمال أن ترى قلب العاصمة تغير تماما و تحول إلى لوحة فنية من كثرة الأضواء و الأعمدة الكهربائية .
يقشعر بدك من السعادة ويتحرك فيك الأمل بمستقبل و تحسن وضعية التيار الكهربائي في موريتانيا , ولكن ما إن يصبح قلب العاصمة خلفك حتى يحتضنك ظلام دامس وغياب شبه تام للإنارة العمومية إلا ما تكرم به مواطن أمام بيته حماية لنفسه , في أماكن باتت تعتبر وكرا للصوص والمنحرفين بسبب غياب الإنارة العمومية.
و ما يحز في القلب أن الشركة الوطنية للكهرباء لا يمكنها أن تبرر هذا الفشل بالعجز مع وجود خمس محطات كهربائية في العاصمة والعمل على تصدير الكهرباء إلى دول الجوار .
و إنما هو ببساطة إهمال لهؤلاء الفقراء البسطاء و الوقوف منهم موقف أبو طالب من الكعبة "للبيت رب يحميه".
فمن السبخة إلى الميناء اللتين تعدان اكبر مقاطعات العاصمة لا ترى عينك أي عمود إنارة داخل الأحياء المزدحمة فقرا و إجراما و اكتفت الشركة بإعطائهم وعودا كاذبة , في حين تسهر وتحافظ على دوام الكهرباء وسط عاصمة لا يسكنه بعد العاشرة إلا الجن و بعض من المارة .
إنني حقا آسف أيتها الشركة التي كلفت بتوفير الكهرباء و لكنك فشلت في معرفة من يحتاج الكهرباء و لمن ستوفرين الكهرباء إنهم فقراء العاصمة و سكان ضواحيها الذين أدمنهم الظلام و تعوده حد الألفة.
أيتها الشركة كوني عادلة مع الأحياء الهامشية و كفاك كذبا وخداعا لأحلامهم و أمالهم و ما بك عاجزة ضوء ينير شارعا و يساهم في الوقاية من جريمة .
و الحالة عينها موجة إلى المجموعة الحضرية التي قالت ستنظف و لكنها لم تنظف ابعد من انفها حيث أنها عكفت على قلب العاصمة وتركت ضواحيها ربما لأنها أكثر قربا منها , فيا سكان الضواحي استيقظوا من أحلامكم فلا الكهرباء ستصلكم ولا النظافة من نصيبكم ونحن على أبواب الذكرى ال55 لعيد الاستقلال المجيد .
# كم أنت ظالمة مع الفقراء يا شركة الكهرباء .... # كم أنت قاسية مع المقاطعات الهامشية أيتها المجموعة الحضرية .
بقلم : الشيخ ولد سيدي