تنعقد في أنطاليا جنوب تركيا السبت 14 نوفمبر جلسة "أوساط الأعمال"، والتي جرت العادة أن تلتئم عشية انعقاد أهم حدث اقتصادي يضم قادة مجموعة "العشرين" مرة كل عام.
كما جرت العادة كذلك، على أن تصدر عن جلسات فريق "أوساط الأعمال" جملة من التوصيات لترفع في اليوم التالي إلى الزعماء والقادة المشاركين في قمة "العشرين".
والملفت في القمة التي تستضيفها تركيا رئيسة المجموعة للدورة الحالية، أنها تأتي وسط جملة من التوترات الدولية والأزمات بما قد تلقيه من ظلال على أداء الاقتصاد العالمي ككل، ومجموعة "العشرين" تحديدا.
وتلتئم قمة "العشرين" في أنطاليا التي ستستمر يومي الـ15 والـ16 من الشهر الجاري، في فترة تعقب خمسة أشهر من عدم الاستقرار، سادت الحلبة السياسية التركية حتى استعاد حزب "العدالة والتنمية" ترسيخ حضوره في السلطة وإدارة البلاد، ليصار إلى تشكيل الحكومة اعتبارا من الـ17 من الشهر الجاري.
وعلاوة على المؤثرات التي كان لها وقعها على أنقرة في غضون الأشهر الأخيرة قبل قمة "العشرين"، تعرضت تركيا لسلسلة من الأعمال الإرهابية هزت مناطقها، فيما تواصل السلطات التركية حربها على مسلحي الأكراد، وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
ومما يثقل كاهل الوضع التركي في الآونة الأخيرة، وجود اللاجئين السوريين الذين فاقت أعدادهم المليوني نسمة. تركيا كما يرجح المراقبون ستحاول خلال القمة حشد مواقف محددة وواضحة تجاه سبل حل مشكلة اللاجئين التي تطالها وأوروبا في الصميم.
وفي هذا الصدد، ألحقت تركيا بجدول أعمال القمة الجوانب الإنسانية لمشكلة اللاجئين، وقضايا مكافحة الإرهاب، ليبحثها القادة المشاركون في مستهل جلساتهم على أن تتبلور الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها في بيان ختامي يصدر عن القمة.
وبين القضايا الاقتصادية ذات الأهمية في أنطاليا الإصلاحات المنشودة في سياسة صندوق النقد الدولي والشروط التي يفرضها على الدول قبل حصولها على القروض.
وسيتطرق المجتمعون في هذا السياق، وبالدرجة الأولى إلى ما يحيط بقروض الدول المتخلفة عن سداد ما عليها للدائنين السياديين، حيث من المرجح أن يتمكن قادة "العشرين" من بحث هذه القضية بشكل مفصل بما يخدم إيجاد حلول ترضي الأطراف المعنية.
نائب وزير المالية الروسي سيرغي ستورتشاك صرح في وقت سابق بأن مجلس مدراء صندوق النقد الدولي سيبحث في نوفمبر/تشرين الثاني سبل النظر بالشروط المفروضة على إعادة إقراض الدول المدينة بقروض سيادية. وأشار في هذه المناسبة إلى بروز خطر انتقاص حقوق الدول الدائنة بما فيها روسيا، التي في انتظار أن تسدد لها أوكرانيا شريحة من القروض المستحقة قبل الـ20 من ديسمبر/كانون الأول.
ولفت نائب الوزير الروسي كذلك إلى أنه من المقرر خلال القمة إنجاز إجراءات تبني المجموعة خطة لمكافحة التهرب الضريبي والتعتيم على الأرباح.
تركيا بصفتها رئيسة للمجموعة في دورتها الحالية ركزت خلال العام الجاري على سبل تطوير التعاون الاستثماري في نطاق المجموعة وتمويل مشاريع كبرى يتطلب تنفيذها توظيف تريليونات الدولارات خلال عقد من الزمن.
وبين الأولويات التي حددتها أنقرة كذلك دعم المجموعة برامج الأعمال الصغرى والمتوسطة في الدول المتطورة والنامية وذات الاقتصادات المتردية، فضلا عن خلق فرص العمل الجديدة لتشغيل الشباب.
كما يشير المسؤولون الأتراك إلى أن وتيرة النمو الاقتصادي العالمي في الوقت الراهن أقل من المطلوب، الأمر الذي يحتم إعادة النظر في المؤشرات الأساسية الهادفة، ويفرض على بلدان المجموعة ووفقا لصيغة العمل التي أعدتها أنقرة التركيز على أسس "التعددية والاستثمار والتنفيذ".
وبين الاقتراحات الجديدة التي جاءت بها أنقرة وتنوي إضافتها على جدول أعمال "العشرين"، إطلاق تقليد قمة "العشرين النسائية" بما يخدم حضورا نسائيا أوسع في هيكلية الاقتصاد العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن قمة "العشرين" كانت تعقد منذ نشأتها على مستوى رؤساء الحكومات في الدول الأعضاء، إلى أن حلت الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، وصارت تنعقد على مستوى رؤساء وقادة الدول.
وبين الزعماء الذين سيحضرون قمة أنطاليا كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما والصيني شي جين بينغ وغيرهم، إضافة الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس القمة. ومن المتوقع أن يصل عدد الحضور إلى 13 ألفا، وأن يغطي فعالياتها أكثر من ألفي صحفي.