رسالة لبيـــــــــــــــرام من داخل ســـــــــجن ألاك

ثلاثاء, 11/10/2015 - 10:32

اسمي بيرام ولد أعبيدي، كرّست كل حياتي لمكافحة الرق في موريتانيا.

 

أنا من طبقة الحراطين (وهو اسم يطلق على العبيد والعبيد السابقين)، وهم أفارقة سود أُخضعوا للعبودية من طرف الموريتانيين من العرب-البربر. أنا واحد من هؤلاء عشرات الملايين من أحفاد العبيد المتشتتين في أنحاء العالم العربي.

أكتب لكم اليوم من زنزانتي في سجن ألاك وأنا أمر بذكرى حزينة، ألا وهي مرور عام تقريبا على اعتقالي يوم 11 نوفمبر 2014 مع النشطاء المناهضين للعبودية خلال حملة سلمية ضد ممارسة الرق وتوعية السكان الموريتانيين بشأن مسألة حقوق ملكية الأراضي لأبناء العبيد.

في موريتانيا، عائلات بأكملها لا تزال تُجبَر على خدمة أسيادها طيلة حياتهم، فممارسة الرق مستمرة  في هذا البلد.

بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من أحفاد العبيد يواصلون العمل على الأرض بدون حقوق ويضطرون إلى إعطاء جزء من محاصيلهم للسادة التقليديين.

تعمل مبادرة إيرا منذ ما يقرب من 10 أعوام ضد العبودية والظلم والإفلات من العقاب.

فالموريتانيين السود يعيشون تحت وطأة الظلم والاحتقار والعنصرية من قبل الأقلية العرقية التي تنهب الأرض، وتراكم الموارد وتبسط سلطتها.

في موريتانيا يتعرض نشطاء مكافحة العبودية والمدافعين عن حقوق الإنسان، مثلي، للسجن بانتظام, في السنوات الخمس الماضية اعتقلت ثلاث مرات.

جريمتي: محاربة العبودية.

خلال إعداد الاستعراض الدوري الشامل 3 نوفمبر حاولت الحكومة الموريتانية تجميل وجهها من خلال اعتماد القوانين الخاصة بالعبودية في شهر أغسطس الماضي.

ولكن في الممارسة العملية، يتم احتجاز النشطاء المناهضين للعبودية أو يتم التضييق عليهم.

ففي شهر أغسطس نفسه، أكدت الحكومة عقوبتي إلى سنتين سجنا وكذلك رفاقي في النضال ضد العبودية.

والأسوأ من ذلك أن موريتانيا، العضو في الأمم المتحدة، انتهكت جميع بنود ميثاق تأسيس المنظمة، لا سيما تلك المتعلقة بالحقوق الشخصية غير القابلة للتصرف.

فلا يزال الرق موجودا بجميع أشكاله - التقليدية والحديثة - والعنصرية والتمييز، والتعذيب والإخفاء القسري والسجون السرية وقمع حرية التعبير وتكوين الجمعيات.

من زنزانتي التي أكملت فيها السنة الأولى من الاعتقال، أقول للعالم، أن التوقيع على القوانين، لا معنى له إذا لم يتم تطبيقها لفائدة ضحايا الظلم.

فتحرير الحراطين والفئات الاجتماعية التي تتعرض للتمييز هو بالنسبة لنا خطوة ضرورية لموريتانيا لبناء أمة قوية وموحدة.

في هذه الذكرى الحزينة، اسمحوا لي أن أقول بأن معركة، نضالنا من أجل المساواة في الحقوق وضد العبودية والتهميش مستمرة وأريد من كل مواطن في العالم وكل دولة تحترم حرية التعبير وكل مدافع عن حقوق الإنسان أن يدعموا ويساندوا كل الذين يعملون دون عنف وشجاعة وتفان حتى يتسنى لجميع الموريتانيين من جميع الخلفيات أن يعيشوا في بلد يسوده العدل والمساواة والتسامح.

 

 

المصدر و الترجمة : الصحراء.

الفيديو

تابعونا على الفيس