وجه عضو مجلس الشيوخ الموريتاني عن مقاطعة بوتلميت القطب ولد محمد مولود، نداء إلى السلطات الموريتانية من أجل التدخل لإنقاذ أرواح الموريتانيين المسافرين عبر "طريق الأمل" الذي يمتد على مسافة 1200 كلم، من العاصمة نواكشط وحتى مدينة النعمة، في أقصى شرق البلاد.
وقال عضو مجلس الشيوخ في رسالة وزعها اليوم الجمعة، إن "طريق الأمل لم يعد كما كان، شريان حياة بالنسبة لكل الموريتانيين"، وأكد أنه تحول إلى "طريق ألم ومعبر سريع نحو الموت، هنالك للأسف على ذلك الطريق ركام كثير من الدموع والجراح والآلام، بعد الأرواح البريئة التي صعدت إلى بارئها".
وأضاف أن "الشريط الرابط تمثل بين نواكشوط وبوتلميت أخطر مقاطع هذا الطريق، وأكثرها قدرة على إنهاء الرحلات السعيدة، بنهايات من الموت والألم"، وفق تعبيره.
وأشار ولد محمد مولود إلى أن "وضعية الطريق باتت أكثر خطورة"، موضحاً أنه "لا يبدو أن ثمة نية لدى السلطات الرسمية في التعامل مع هذا الوضع الخطر، الذي لا يمكن السكوت عنه بعد الآن (..) لقد أنهت هذه الطريق للأسف أرواح عدد هائل من الموريتانيين من كل طبقاتهم العمرية والفئوية، سالت على جانبيها أرواح علماء وساسة ووزراء وأطفال برآء ونساء وشيوخ وشباب".
وقال عضو مجلس الشيوخ إنه "إذا سلمنا جدلا بأن السرعة وعدم تقيد بعض السائقين بأخلاق الطريق، تتحمل جزء أساسيا من تلك الحوادث، فمن يتحمل مسؤولية انهيار الطريق وتحول مقاطع كبيرة منه إلى آثار وحفر للموت، ومن يتحمل مسؤولية الترقيعات التافهة التي يقام بها بين الحين والآخر على هوامش ذلك الطريق".
وقال في نفس السياق إن "تعامل السلطات مع ملف طريق الأمل ومقطعه الرابط بين نواكشوط وبوتلميت، لم يكن تعبيرا صادقا عن انعدام المسؤولية فحسب، بل كان دليلا على انعدام الحس الإنساني وكأن هذه الأرواح لا تعني شيئا بالنسبة لمن يملكون الجرافات وشركات الطرق ويتربحون من بناء طرق عنكبوتية وهمية"، وفق تعبيره.
وخلص إلى القول: "باسم سكان بوتلميت، وبحكم مسؤولتي كعضو في مجلس الشيوخ الموريتاني عن مقاطعة بوتلميت لأشاطر سكان موريتانيا جميعا، وسكان بوتلميت الحزن الشديد لما آلت إليه هذه الطريق".
وأضاف أن النداء موجه إلى "كل معني بالمسألة وكل معني بالمسؤولية عن هذا الطريق من رئيس الجمهورية، إلى وزارة التجهيز والنقل وبرلمان الشعب الموريتاني ومنتخبيه وإلى الشركاء والمانحين من أجل الإسراع في إنقاذ الموريتانيين من خطر هذا الطرق".
ودعا في ختام رسالته إلى "بناء طريق عصري سريع آمن سالك، يعيد الأمل إلى السكان وينهي هذه المأساة اليومية".