الصين تواصل مناوراتها حول تايوان لليوم الثاني وتحذّر من المساس بوحدتها

ثلاثاء, 12/30/2025 - 06:53

واصلت الصين، اليوم الثلاثاء، مناوراتها العسكرية الواسعة النطاق في محيط جزيرة تايوان لليوم الثاني على التوالي، في تصعيد جديد يعكس توتراً متزايداً في مضيق تايوان، وسط تحذيرات متبادلة ومتابعة دولية حذرة لتطورات المشهد.

وقالت بكين إن التدريبات تحاكي فرض طوق بحري وجوي حول الجزيرة، وتهدف إلى توجيه “رسالة ردع قوية” لما وصفته بالنزعات الانفصالية في تايوان. وأكدت القيادة العسكرية الصينية أن هذه المناورات تندرج ضمن إجراءات دفاعية مشروعة لحماية السيادة ووحدة الأراضي الصينية.

وشهدت المناطق المقابلة لتايوان، وخاصة جزيرة بينغتان، إطلاق صواريخ وتدريبات بالذخيرة الحية، وفق ما أفاد به صحافيون ميدانيون، بالتزامن مع إعلان قيادة المنطقة الشرقية لجيش التحرير الشعبي تنفيذ عمليات عسكرية في خمس مناطق بحرية وجوية تحيط بالجزيرة، ضمن مناورات أطلقت عليها تسمية “مهمة العدالة 2025”.

وأوضح المتحدث باسم القيادة العسكرية الصينية أن التدريبات تشمل دوريات جوية وبحرية مكثفة، ومحاكاة حصار للموانئ والمرافق الحيوية، مؤكداً أن هذه التحركات تأتي رداً على ما اعتبره “استفزازات تهدد الاستقرار الإقليمي”.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تحركات مكثفة شملت أكثر من 130 طائرة عسكرية صينية و14 سفينة حربية، إضافة إلى ثماني سفن حكومية، في أعلى وتيرة نشاط عسكري تشهدها المنطقة منذ أشهر. كما أشارت إلى أن بعض هذه التحركات اقتربت من مسافة تقل عن 12 ميلاً بحرياً من السواحل التايوانية.

وأفادت سلطات الطيران المدني في تايوان بأن الصين أعلنت مناطق واسعة كمجالات خطرة مؤقتة، ما تسبب في اضطرابات بحركة الطيران، فيما أكدت وزارة الدفاع التايوانية نشر قوات إضافية ورفع مستوى الجاهزية تحسباً لأي طارئ.

سياسياً، نددت الرئاسة التايوانية بما وصفته “الضغط العسكري المتصاعد”، معتبرة أنه يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية، في حين شدد الرئيس لاي تشينغ تي على التزام بلاده ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مواجهة مفتوحة، مع الحفاظ على قدرة الردع والدفاع.

على الصعيد الدولي، قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية وشيكة، مؤكداً أن الوضع لا يزال تحت السيطرة، رغم تزامن المناورات مع إقرار واشنطن صفقة أسلحة جديدة لتايوان أثارت غضب بكين.

من جهتها، جددت الصين رفضها القاطع لتزويد تايوان بالسلاح، محذّرة من أن أي محاولة لعرقلة ما تسميه “إعادة التوحيد” ستقابل برد حازم.

وبين استعراض القوة الصيني والتطمينات التايوانية، يبقى مضيق تايوان إحدى أكثر بؤر التوتر سخونة في شرق آسيا، وسط مخاوف دولية من أن يؤدي أي خطأ في الحسابات إلى أزمة إقليمية واسعة النطاق.
المثدر:فرانس 24

الفيديو

تابعونا على الفيس