
أعلنت كوريا الشمالية، اليوم الإثنين، تنفيذ تجربتين لصاروخي كروز بعيدي المدى فوق البحر الأصفر، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ نوفمبر الماضي، وسط تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية واستمرار المواجهة غير المباشرة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية في بيونغ يانغ أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشرف على المناورة الصاروخية التي جرت الأحد، داعيًا إلى تسريع وتيرة تطوير القدرات النووية للبلاد بشكل “غير محدود ومستدام”.
وبحسب وكالة الأنباء الكورية، فإن التجربة شملت إطلاق صاروخين من منطقة سونان قرب العاصمة بيونغ يانغ، موضحة أن الهدف من العملية كان اختبار الجاهزية القتالية وقدرة وحدات الصواريخ بعيدة المدى على تنفيذ ضربات دقيقة.
وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام الرسمية لحظة إطلاق الصاروخين وإصابتهما لأهداف محددة في البحر، في حين أكدت القيادة العسكرية في كوريا الجنوبية أن الإطلاق تم صباح الأحد بالتوقيت المحلي.
وأكد كيم جونغ أون، خلال متابعته للمناورة، أن بلاده ماضية في تعزيز قدراتها الدفاعية والنووية، معتبرًا أن ذلك يشكل ضمانة أساسية لأمن الدولة في ظل ما وصفه بـ"التهديدات المستمرة".
وتأتي هذه التجربة بعد أسابيع من قيام كوريا الشمالية باختبار صاروخ بالستي، في وقت تتزامن فيه التطورات العسكرية مع استمرار الجمود في العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن، رغم إشارات سابقة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى رغبته في استئناف الحوار.
وكان ترامب قد لمح مؤخرًا إلى إمكانية عقد لقاء جديد مع كيم جونغ أون، إلا أن بيونغ يانغ لم تُبدِ حتى الآن أي تجاوب رسمي مع هذه الدعوة، في وقت وافقت فيه واشنطن على خطة كورية جنوبية لبناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، وهو ما اعتبره مراقبون استفزازًا مباشراً لكوريا الشمالية.
ويرى محللون أن تكثيف بيونغ يانغ لاختباراتها الصاروخية يهدف إلى تعزيز قدراتها الهجومية وإيصال رسائل سياسية وعسكرية مزدوجة، سواء إلى الولايات المتحدة وحلفائها أو في إطار التعاون العسكري المحتمل مع روسيا.
ومنذ فشل قمة هانوي عام 2019 بين كيم وترامب، تؤكد كوريا الشمالية باستمرار أنها لن تتخلى عن ترسانتها النووية، معتبرة إياها ضمانة سيادية في مواجهة الضغوط الدولية.
المصدر:موقع فرانس 24
