الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع في السودان / ياسر محجوب الحسين.

خميس, 12/25/2025 - 15:48

في ظل الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023، يصبح السؤال الجوهرى عن دور الإعلام في صياغة وعي الجمهور: هل تُروى الأحداث كما هي، أم وفق أولويات السياسة الخارجية للقوى الكبرى؟
تقرير حديث لدورية Terrorism Monitor ركز على صعود قائد لواء البراء بن مالك، باعتباره مدخلاً لفهم الصراع، متجاوزاً الواقع المأساوي: القتل الجماعي، التطهير العرقي، والتهجير القسري في دارفور، ما أعطى انطباعًا بأن "الخطر الإسلامي" هو جوهر الحرب، رغم أن الإسلاميين فقدوا السلطة منذ 2019 ولم يكونوا أصحاب القرار عند اندلاع النزاع.
يعكس هذا التأطير الإعلامي نمطًا أوسع يُعرف بـ"تصنيع الموافقة"، حيث تعمل مرشحات متعددة: الاعتماد على مصادر رسمية مرتبطة بمصالح معينة، تبسيط الصراعات عبر تصنيفات أيديولوجية، وتحويل الأزمة الإنسانية إلى مسألة أمنية. النتيجة: نقل التركيز من ضحايا المليشيا إلى تهديد محتمل، وتقديم الدعم السريع في صورة جهة دفاعية، ما يخفف الضغط الدولي ويميز الخطاب الإعلامي الأميركي بتقديم الرواية الموالية للمليشيا على أنها "تحليل محايد".
الخلاصة: الصراع في السودان ليس صراعًا أيديولوجيًا، بل نتيجة تمرد مليشياوي مسلح ارتكب فظائع واسعة. إعادة تأطيره إعلاميًا على أساس "الخطر الإسلامي المحتمل" يُبعد المسؤولية عن الجاني ويشوّه فهم الأزمة، ويجعل واجب المجتمع الدولي تجاه الضحايا أقل وضوحًا.

الفيديو

تابعونا على الفيس