ناظم كزار.. الرجل الذي تحدّى صدام حسين وانتهى في قصرٍ بناه بيديه

أربعاء, 11/26/2025 - 08:13

شهد العراق طوال عقوده الحديثة تحولات سياسية حادة أفرزت صراعات داخلية وأبرزت شخصيات صعدت بسرعة ثم اختفت نهايةً دامية. ومن بين أبرز هذه الشخصيات ناظم كزار، الذي تحوّل من طالب متفوق في المدارس العراقية إلى أحد أقوى رجال الأمن في عهد حزب البعث، قبل أن يلقى مصيراً مأساوياً عقب محاولة انقلابية فاشلة.

وُلد كزار في بيئة اجتماعية متشددة ودخل مبكراً في النشاط السياسي خلال اضطرابات ما بعد سقوط النظام الملكي عام 1958. وبين الدراسة والعمل والاعتقالات، تشكّلت شخصيته الصلبة التي ستقوده لاحقاً إلى قلب الجهاز الأمني العراقي. وبعد سلسلة فصول دراسية متقطعة بسبب نشاطه الحزبي، تخرّج في معهد الهندسة الصناعية، ثم انضم إلى صفوف حزب البعث الذي عاد إلى السلطة بانقلاب 1968.

مع صعود البعث، لمع اسم كزار سريعاً، فاختاره صدام حسين لإدارة جهاز الأمن العام، وهو منصب بالغ الحساسية مكّنه من إعادة تشكيل المؤسسات الأمنية وإحكام القبضة على خصوم النظام. وفي "قصر النهاية" سيئ السمعة، أشرف على التحقيقات والإعدامات، ما جعله أحد أكثر رجال الدولة رهبة ونفوذاً.

لكن نفوذ صدام المتصاعد وتوسيع شبكاته الأمنية على حساب كزار دفع الأخير إلى الاعتقاد بأن إبعاده بات مسألة وقت، ليبدأ التحضير لتحرك مضاد. وجاءت الفرصة عام 1973 خلال زيارة الرئيس أحمد حسن البكر إلى أوروبا، حيث خطط كزار لاغتيال البكر وصدام واعتقال وزيري الدفاع والداخلية، والسيطرة على السلطة.

وبسبب تأخر عودة البكر، انهارت الخطة قبل انطلاقها، ففرّ كزار ومعه الوزيرين كرهائن باتجاه الحدود الإيرانية. وفي الطريق وقعت اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش أدت إلى مقتل وزير الدفاع حماد شهاب وإصابة وزير الداخلية سعدون غيدان. وبعد مطاردة جوية وبرية، اعتُقل كزار مصاباً، ونُقل إلى "قصر النهاية" الذي كان يديره بنفسه، ليُعدم بعد فترة قصيرة وتنتهي إحدى أكثر قصص الصراع على السلطة دراميةً في تاريخ العراق الحديث.

الفيديو

تابعونا على الفيس