
تستعيد الأجواء الدولية اليوم ملامح أخطر لحظة في الحرب الباردة، حين كادت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 تشعل حربًا نووية بين واشنطن وموسكو.
وتعود المقارنات بين تلك المرحلة وما يجري في أوكرانيا، وسط اتهامات لروسيا بتبنّي أسلوب "المقامرة الإستراتيجية" الذي ميّز قيادة نيكيتا خروتشوف قبل ستة عقود.
في أزمة كوبا، اندفع خروتشوف لنشر صواريخ نووية سرًّا بالقرب من السواحل الأميركية، معتمدًا على تقديرات غير دقيقة وتطمينات مؤسسات عسكرية حجبت عنه الحقائق. وعندما كشفت واشنطن المواقع، وصلت موسكو إلى حافة المواجهة المباشرة، قبل أن يتراجع خروتشوف ويتوصل لاتفاق مع الرئيس جون كينيدي.
ويرى عدد من المؤرخين أن السلوك ذاته يتكرر اليوم في الحرب على أوكرانيا، حيث اتُّخذت قرارات كبرى داخل دائرة ضيقة من السلطة في الكرملين، وسط تقارير مضللة وتقديرات مفرطة في الثقة، ما أعاد نمط "المخاطرة غير المحسوبة" إلى الواجهة.
ورغم اختلاف الظروف الدولية، يحذر الخبراء من أن منطق التصعيد القائم على الثقة المبالغ بها، والإيمان بأن الخصم سينسحب، يذكّر بالعمى الإستراتيجي الذي كاد يغيّر مصير العالم في ستينيات القرن الماضي. لكن التجربة التاريخية تُظهر أيضًا أن روسيا، مهما اندفعت، سبق أن تراجعت حين شعرت بأن المقامرة تهدد وجودها، وهو درس لا يزال حاضرًا في قراءة اللحظة الراهنة.
