
تجددت مواجهات القتال في ولايات كردفان، حيث أعلن الجيش السوداني الأربعاء إسقاط طائرة مسيّرة فوق أجواء مدينة الأُبَيِّض، مركز ولاية شمال كردفان. وقد أفاد شهود عيان لوكالة الأناضول أن الدفاعات الأرضية تعاملت مع الطائرة قبل سقوطها، من دون توفر معلومات مؤكدة حول الجهة التي أطلقتها أو نوعها. كما لم تُصدر القوات المسلحة السودانية ولا قوات الدعم السريع أي بيانات رسمية بشأن الحادثة، بينما تداول ناشطون تسجيلات توثق عملية الإسقاط.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد المعارك في كردفان، إذ أكد الجيش تحقيق تقدم ميداني خلال الأيام الماضية في شمال الولاية، مشيرًا إلى تدمير وحدات تابعة لقوات الدعم السريع قرب الأُبَيِّض وبارا. كما أعلنت "قوة درع السودان" المتحالفة مع الجيش استعادة السيطرة على منطقتي أبو قعود وجبل أبو سنون.
في المقابل، ذكرت قوات الدعم السريع أنها حققت مكاسب في محاور غرب الأُبَيِّض، مؤكدة إيقاع خسائر كبيرة بالجيش وتدمير عشرات الآليات، مشيرة إلى أن ذلك يعزز ما وصفته بسيطرتها على معظم إقليم كردفان. وتشهد ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان معارك عنيفة منذ أيام، تسببت في موجات نزوح واسعة بين المدنيين.
وعلى الصعيد السياسي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيشرع في العمل على وقف الحرب في السودان، بعد توصية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما في البيت الأبيض. وقال ترامب، خلال مشاركته في المنتدى الأميركي السعودي للاستثمار، إن ما يجري في السودان يمثل "كارثة إنسانية ضخمة" تستدعي تدخلاً عاجلاً، مضيفًا أنه سيعمل مع السعودية والإمارات ومصر وشركاء إقليميين لدعم جهود تحقيق الاستقرار.
ورحب مجلس السيادة السوداني بالتحركات الأميركية والسعودية، مؤكدًا استعداده للتعامل الجاد مع أي مسار يؤدي إلى تثبيت السلام وتهيئة الظروف لوقف شامل لإطلاق النار. وتستمر المعاناة الإنسانية في البلاد منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، وهو صراع أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح ما يقارب 13 مليون شخص.
