مستقبل غزة يُرسم في كواليس مغلقة.. وتحذيرات من إقصاء الفلسطينيين

أربعاء, 11/19/2025 - 08:59

كشفت صحيفة نيويورك تايمز
النقاب عن تفاصيل عمليات مركز التنسيق المدني العسكري لقطاع غزة، الذي يُعتبر ورشة العمل الرئيسية التي تعكف واشنطن وتل أبيب من خلالها على صياغة مستقبل القطاع، في خطوة تثير تساؤلات حول مصداقية هذه الخطط في ظل الغياب الفلسطيني عن طاولة المفاوضات.

ورشة عمل "فوضوية" على أرض إسرائيل

داخل مستودع شاسع بمنطقة كريات غات الصناعية جنوب إسرائيل، يعمل مئات العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين والإسرائيليين، إلى جانب ضباط عرب وممثلين عن دول أوروبية وآسيوية، في ما يشبه "الشركة الناشئة الفوضوية" حسب وصف المشاركين.

ورغم أن المهمة الرسمية للمركز هي تثبيت وقف إطلاق النار، إلا أن نطاق عمله امتد ليشمل وضع الخطط الطموحة لإعادة إعمار غزة وإدارتها بعد الحرب، وذلك تماشياً مع مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام.

غياب الفلسطيني.. العائق الأكبر

يبرز تحذير دبلوماسي واضح وسط هذا النشاط، مفاده أن "أي رؤية لا يشارك فيها الفلسطينيون مصيرها الفشل". ويظل هذا الغياب هو الإشكالية الكبرى التي تهدد المشروع بأكمله، حيث تُتخذ القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبل القطاع بعيداً عن ممثليه.

مناقشات حساسة و"تصورات مثيرة للجدل"

تعقد داخل المركز اجتماعات يومية يقودها ضباط أمريكيون كبار، تناقش ملفات شديدة الحساسية مثل الأمن والاستخبارات والحكم المدني والمساعدات الإنسانية، باستخدام سبورات بيضاء تحمل عناوين خفيفة لموضوعات ثقيلة.

كما كشفت وثائق داخلية عن عمل المركز على وضع تصورات لـ"مجتمعات آمنة بديلة" داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وهي فكرة يرى دبلوماسيون مطلعون أنها قد تفتح الباب أمام تقسيم دائم لغزة.

استحضار لتجارب فاشلة

لا تخلو الصورة من مقارنات غير مريحة مع التجارب الأمريكية السابقة في العراق وأفغانستان، حيث يعيد مشهد الجنود الأمريكيين وهم يناقشون إعادة إعمار غزة إلى الأذهان "ذكريات مشاريع إعادة الإعمار التي لم تنجح سابقاً".

واقع معقد ونفوذ غير مكتمل

ورغم الادعاءات الأمريكية بنجاح المركز في زيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، فإن التقرير يشير إلى أن نفوذه على هذا الملف لا يزال غير مكتمل في ظل استمرار السيطرة الإسرائيلية الفعلية على المعابر.

تبقى هذه المنشأة نموذجاً للجهود الدولية لرسم مستقبل غزة، لكنها تطرح سؤالاً مصيرياً: إلى أي مدى يمكن لهذه الخطط أن تنجح وهي تفتقر إلى المكون الأساسي، وهو شعب غزة وممثليه الشرعيين؟

المصدر: اعتماداً على تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

الفيديو

تابعونا على الفيس