
تشهد العلاقات الروسية الأميركية توتراً متصاعداً مع اقتراب موعد انتهاء معاهدة "نيو ستارت" عام 2026، وهي آخر اتفاقية تحد من الترسانة النووية لدى البلدين، في ظل تبادل الاتهامات وتعليق موسكو مشاركتها فيها منذ العام 2023.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن خلال رحلته إلى آسيا أنه سيعيد جدولة لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في حال توافرت فرص حقيقية للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا، بعد إلغاء قمة بودابست التي كان من المقرر أن تجمع الطرفين.
ويرى مراقبون أن هذا الإلغاء يعكس جمود قنوات الحوار بين القوتين النوويتين في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار نظام الحد من التسلح الإستراتيجي.
من جانبها، تؤكد موسكو استعدادها للحوار ضمن شروط جديدة، لكنها تشدد على أن الظروف السياسية الحالية لا تسمح بتطبيق المعاهدة. وقد أعلن بوتين أن بلاده ستلتزم مؤقتاً بقيود "ستارت 3" لعام إضافي بعد انتهائها، بينما لم تتلقَ روسيا – وفق نائب وزير الخارجية ريابكوف – أي رد رسمي من واشنطن على المقترح.
في المقابل، تتعامل الولايات المتحدة بحذر وصمت استراتيجي تجاه الملف النووي، وتتهم روسيا بعدم الامتثال لبنود الاتفاقية، متهمة إياها بوقف عمليات التفتيش والتبادل الدوري للبيانات منذ عام 2023.
ويرى محللون أن استمرار هذا الجمود قد يؤدي إلى انهيار آخر ركائز الاستقرار النووي العالمي، ويفتح الباب أمام سباق تسلح جديد يعيد مشهد الحرب الباردة بصيغة أكثر تعقيداً، فيما تبقي واشنطن الباب مفتوحاً أمام تفاوض مؤجل، مرهون بتطورات الحرب في أوكرانيا.
