رغم أن "الدراعة" ليست عملية إلا أن قرار ول عبد العزيز بخصوصها لا ينم إلا عن ارتجال في القرارات وازدراء لكل ما هو من تراث هذا الشعب، فكما أبدى سابقا احتقاره للشعر، وأبدت أسرته احتقارها للعادات الموريتانية في "الأعراس"
على الأقل هاهو يضيف احتقاره للزي التقليدي لهذا الشعب كله عربا وزنوجا، وإلا فما الذي يضيفه بنطلون لمدرس متذمر ومكتتب جاهل ومنهج متحجر ونظام تعليمي في مجمله هش، أما كان حريا به لو أنه ملتفت فعلا إلى التعليم ولو بالزي أن يستحدث له زيا خاصا به على غرار زي الطبيب وزي الاداري، لماذا لا يلتفت إلى الأطفال وهم أحوج إلى الزي الموحد لما سيسده من نوافذ العقد في أطفال الفقراء ولما سيحدثه من تناغم وشعور بالمساواة بين الأطفال ككل؟ هل زاد رواتب أهل التعليم في سنة التعليم بما يمكنهم من شراء بذلات تليق بمن يقف أمام الأطفال الذين لا يستفيدون إلا ممن هو حسن الهندام والهيأة، أم يريدهم أن يذهبوا إلى "افكوجاي" ليَظهَروا مساخر على ماهم فيه؟!. منذ جاء الرجل لهذا البلد منقلبا بلا زاد وهو يتخبط في كل شيئ، وقد نال التعليم حظ الأسد من ذلك التخبط، فهزه هزًا وأزه أزًا، ففكك الوزارات ثم دمجها في وزارة ولد باهي ثم دمجها في وزارة واحدة ثم خصص له سنة من الكلام اكتتب له خلالها آلاف الأميين أوكل لهم مهمة تدريس الأطفال والتزم لهم بالترسيم ثم نكث، وأخيرا وبعد أن لم ينفع كل هذا العطاء من الهز والأز والتفكيك والدمج والاكتتاب وإعطاء سنة كاملة، بعد أن لم ينفع كل هذا،، أعطاه "بنطلونا" يا للعبقرية!، البنطلون الذي طالعنا به با عصمان ليس هدفه التعليم، فنحن لسنا أغبياء، لنتصور أن بنطلون أوباما سيصلح تعليمنا، فلو تأكدنا من ذلك لرجونا أوباما "ـ ابليز، ابليز ـ " أعطنا بنطلونك يا سيادة رئيس العالم، لكننا لسنا أغبياء، فالبنطلون ليس للتعليم وبا عصمان نفسه لا يعرف الهدف من البنطلون، لأن نوايا ولد عبد العزيز لا يعرفها إلا هو وقلة من أصحاب النياشين، حتى العصابة المدنية لا تعلمها ولا ينبغي لها،لكننا سنحاول التطفل على صندوق نوايا الجنرال من خلال إطلالة بسيطة على ظاهرتين صاحبتا قرار "البنطلون"، أولاهما حملة تطبيل وتزمير دعاة "المَرْتَنَة" لهذا القرار الذي يعرفون في قرارة أنفسهم أنه لن يضيف للتعليم المريض أي تحسن،لأن مشكلة التعليم كما يعرفون في الجوهر و"البنطلون" قشور، فلا يمكن إذن أن نفهم حملة التطبيل والتزمير هذه من هؤلاء القوم والذين من بينهم معارضين لسياسات الجنرال إلا لجلب أنظار "السيدة فرنسا" إلى أن هذا الجنرال مستعد لتطبيق مسخها في شعبه ولو بفرض بنطلون، لعل ذلك يساعده في ما يواجه من أزمات ـ خصوصا وأنها لا تبادله الهوى في هذه الأيام الصعاب ـ ، والظاهرة الثانية هي الأزمة الحادة التي يعيشها الجنرال داخليا بسبب سياسات النهب والاحتيال والارتجال والتي يحاول الخروج منها بالحوار المرفوض من طرف معارضة تؤانس دعما شعبيا متزايدا رغم أنه اشترى له الرجال وعبأ له الأحزاب والمنظمات، وهذه الأزمة تستفحل يوما بعد يوم،، ربما إذا ضخَّ الجنرال بنطلونا إلى القطاع الوحيد التابع للدولة والذي ليس له زي رسمي، ربما يرقق ذلك قلب "السيدة" لتحنو من جديد على عاملها على مستعمرة الصحراء كي لا تتعاوره الأزمات،!. إن حكام هذه البلاد متعودون على أنهم إذا نهبوا الأرض وقهروا الشعب وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، لا يجدون من يلجأون إليه إلا فرنساـ تلك التي لا يستطيعون اللجوء إليها أيضا بأيادي فارغة، فلابد من هدية، ولا هدية أحب إلى فرنسا من تبعية عمياء ولو ببنطلون،! حينها قد يوفق البنطلون في إنزال الثقل الفرنسي على المعارضة الممانعة لتقبل بحوار الجنرال والذي يترتب عليه مصيره،، قد يقول قائل: البنطلون ليس لفرنسا. لكن البنطلون مع ذلك ليس لنا، ولو أرسل الله ملائكة لحساب مسافة البنطلون منا ومن فرنسا لأحرقوه قبل نهاية القياس، ثم إن لكل أمة لغتها وزيها وثقافتها وما لم تصنعه بمقومات هويتها لن تصنعه بمقومات هوية الغير إلا للغير.