في اليوم السادس من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية، إذ أفادت مصادر طبية باستشهاد سبعة فلسطينيين صباح الثلاثاء برصاص جيش الاحتلال، بينهم خمسة في المناطق الشرقية من مدينة غزة.
وذكر مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب أربعة عشر خرقًا للاتفاق خلال الساعات الماضية، ما يثير مخاوف من انهيار التهدئة الهشة التي جاءت بعد 735 يومًا من الحرب المدمرة التي طالت المدنيين والبنى التحتية في القطاع
قصف جديد شرقي خان يونس
مراسل الجزيرة أفاد بأن دبابات إسرائيلية فتحت نيرانها تجاه فلسطينيين في بلدة بني سهيلا وحي الشيخ ناصر شرقي خان يونس، في حين زعم الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار جاء “لإزالة تهديد” بعد رصد أشخاص حاولوا تجاوز ما يُعرف بـ“الخط الأصفر” في محيط القطاع.
وبحسب بيان الجيش، فإن من وُصفوا بالمشبوهين واصلوا التقدم نحو القوات رغم إطلاق طلقات تحذيرية، ما دفع الجنود إلى استهدافهم بشكل مباشر.
الضفة الغربية.. تصعيد واعتقالات متواصلة
وفي الضفة الغربية، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدخل قرية المغير شمال شرق رام الله، مانعة السكان من الدخول والخروج.
وبحسب بيانات فلسطينية رسمية، فقد قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون أكثر من 1050 فلسطينيًا في الضفة، وأصابوا نحو 10 آلاف آخرين منذ بدء الحرب، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص، بينهم 1600 طفل.
مواقف إسرائيلية متباينة
من جانبه، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالرد “الفوري” على أي خرق لاتفاق التهدئة، مؤكدًا أن سياسة حكومته “تهدف إلى فرض الاتفاق بالقوة”.
وفي سياق متصل، قال ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه يطالب حركة حماس “بالالتزام بتعهداتها تجاه الوسطاء وإعادة جميع المختطفين القتلى”، في حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو غادر قاعة المحكمة بعد تسلمه رسالة لم تُكشف تفاصيلها بعد.
أما وزير العدل الإسرائيلي، فقد صرح بأنه يسعى لطرح مشروع قانون يسمح بتعليق محاكمة نتنياهو، معتبرًا أن استمرارها “يتعارض مع مصلحة الدولة”.
غزة المنهكة تنتظر تنفيذ الوعود
ورغم الهدوء النسبي، لا تزال الأزمة الإنسانية في غزة متواصلة وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، فيما تحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار الخروقات قد يعيد القطاع إلى مربع الحرب في أي لحظة.
وتؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية أن “الحملة الأمنية الجارية في غزة تحظى بإجماع وطني” وتهدف إلى “حماية المواطنين وملاحقة العملاء وأذناب الاحتلال”، داعية العائلات إلى التعاون وتسليم المطلوبين حفاظًا على الأمن الداخلي.
