بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ انسحاب تدريجي من مناطق مختلفة في قطاع غزة، في إطار الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة، ويقضي بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية أن القوات بدأت الانسحاب باتجاه الخط الأصفر شرق القطاع، مشيرة إلى أن اللواءين السابع و188 أنهيا بالفعل مغادرة مواقعهما، فيما شرع لواء الاحتياط “عتصيوني” بالانسحاب من مدينة خان يونس جنوباً.
وأضافت المصادر أن الانسحاب يجري من مدينة غزة ومخيم الشاطئ ووسط القطاع باتجاه مناطق محددة تتيح للجيش حماية جنوده من دون التواجد داخل الأحياء السكنية، مؤكدة أن العملية تتم بحذر شديد بسبب ما وصفته بـ“حساسية وتعقيد المسار الميداني”.
وشهدت مناطق القطاع صباح اليوم هدوءاً حذراً بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية رسمياً على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ فوراً عقب التصويت على الاتفاق، فيما تحدثت تقارير عن تأجيل الجلسة الوزارية أكثر من مرة قبل اعتماد القرار النهائي، بسبب مشاورات مطولة شارك فيها مبعوثا ترامب، جاريد كوشنر وستيف ويتكوف.
ورغم الإعلان عن بدء تنفيذ الاتفاق، أفادت مصادر فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي واصل القصف المدفعي والجوي في بعض مناطق غزة وخان يونس، ما أدى إلى سقوط شهداء ومفقودين تحت الأنقاض.
من جهة أخرى، أكد مسؤول أميركي أن القوات الأميركية ستقيم مركزاً في إسرائيل لتنسيق تنفيذ خطة ترامب للسلام، دون نية لنشر قوات في القطاع، موضحاً أن مهامها ستقتصر على التنسيق اللوجستي وإدارة دخول المساعدات الإنسانية.
ويأتي هذا التطور بعد أكثر من عامين على الحرب المدمرة في غزة، التي خلفت دماراً واسعاً وأزمة إنسانية غير مسبوقة، في وقت يأمل فيه الفلسطينيون أن يشكل الاتفاق بداية لنهاية معاناتهم المتواصلة.
