
في خطوة مثيرة للجدل داخل الولايات المتحدة، وصلت أول دفعة من قوات الحرس الوطني الأميركي –التي أمر الرئيس دونالد ترامب بإرسالها– إلى مركز تدريب عسكري خارج مدينة شيكاغو، في ظل تصاعد الخلاف بين الإدارة الفدرالية والحكومات المحلية التي يسيطر عليها الديمقراطيون.
ووفقًا لتقارير نقلتها وكالتا **أسوشيتد برس** و**الصحافة الفرنسية**، فإن نحو 200 عنصر من الحرس الوطني وصلوا من ولاية تكساس إلى منطقة قريبة من شيكاغو استعدادًا للانتشار، رغم معارضة السلطات المحلية التي وصفت القرار بأنه "تصعيد غير مبرر".
وأشار مراسلون ميدانيون إلى أن الجنود شوهدوا في مركز احتياطي تابع للجيش الأميركي في بلدة إيلوود، على بعد نحو 88 كيلومترًا جنوب غرب المدينة، بينما أكد مسؤول في **البنتاغون** أن مهمتهم –التي تمتد مبدئيًا لـ60 يومًا– تهدف إلى حماية المنشآت والعاملين الفدراليين.
ويعتبر ترامب أن شيكاغو، التي وصفها سابقًا بأنها "منطقة حرب"، تحتاج إلى تدخل مباشر من القوات الفدرالية لاستعادة الأمن، في حين يرى المسؤولون المحليون أن هذا الإجراء يمثل تجاوزًا لصلاحيات الولايات وتدخلاً في شؤونها.
وكان الرئيس الأميركي قد وافق في وقت سابق على نشر **700 عنصر من الحرس الوطني** في المدينة، لتصبح خامس مدينة ديمقراطية يشملها هذا القرار بعد بورتلاند وبالتيمور وممفيس وواشنطن العاصمة.
من جانبه، ندد **حاكم ولاية إلينوي جيه بي بريتزكر** –المنتمي للحزب الديمقراطي– بخطة ترامب، ورفع دعوى قضائية وصف فيها القرار بأنه "غير قانوني وخطير"، مشيرًا إلى أن نحو 300 من عناصر الحرس الوطني في ولايته تم تحويلهم إلى سلطة فدرالية، إضافة إلى 400 آخرين جاؤوا من تكساس.
وفي السياق ذاته، رفع **الاتحاد الأميركي للحريات المدنية في إلينوي** دعوى ضد الرئيس ووزارة الأمن الداخلي، متهمًا الوكالات الفدرالية باستخدام العنف والترهيب ضد المتظاهرين والصحفيين خلال احتجاجات جرت مؤخرًا.
ورغم الاعتراضات، يواصل ترامب المضي في خطته التي تشمل إرسال قوات إلى عشر مدن كبرى، بينها **سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس ونيو أورليانز**، في إطار ما يسميه "حملة لإعادة النظام"، معتبرًا أن تلك المدن أصبحت بؤرًا للفوضى بسبب سياسات الديمقراطيين المتساهلة مع المهاجرين والجريمة.
وتعد هذه المرة من الحالات النادرة التي يتم فيها نشر قوات الحرس الوطني –وهي قوات احتياط تابعة للجيش الأميركي– داخل المدن الأميركية لأغراض أمنية داخلية، إذ يقتصر دورها عادة على مواجهة الكوارث الطبيعية أو المهام الخارجية.
**المصدر:** وكالات