
اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية، مساء الأربعاء، "أسطول الصمود العالمي" الذي كان في طريقه إلى غزة محمّلاً بمساعدات إنسانية، وأجبرت سفنه على تغيير مسارها نحو ميناء أسدود، وذلك أثناء إبحاره في المياه الدولية.
وقالت مصادر من داخل الأسطول إن القوات الإسرائيلية سيطرت على عدد كبير من السفن المشاركة، ونقلت المئات من النشطاء إلى أسدود، حيث يواجهون إما الترحيل الطوعي أو إجراءات قانونية للترحيل القسري. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن أكثر من 40 سفينة وقعت تحت السيطرة.
وقد أثارت العملية ردود فعل دولية متسارعة؛ إذ استدعت الخارجية الإسبانية القائمة بالأعمال الإسرائيلية في مدريد، وأبدت لندن قلقها على سلامة مواطنيها المشاركين، بينما وصفت نائبة رئيس الحكومة الإسبانية ما جرى بأنه "جريمة ضد القانون الدولي".
من جانبها، قالت منظمات حقوقية إسرائيلية إن اعتراض السفن في المياه الدولية يشكل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، مطالبةً بالإفراج عن النشطاء والسماح بوصول المساعدات إلى غزة دون عرقلة.
وكان "أسطول الصمود" الذي يضم عشرات السفن ومئات النشطاء من جنسيات مختلفة، قد أعلن قبل ساعات من الحادث تمسكه بمواصلة الإبحار نحو القطاع، رغم تهديدات إسرائيلية مسبقة باعتراضه. ومن بين المشاركين شخصيات بارزة مثل الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ.
الهجوم الإسرائيلي على الأسطول أثار أيضاً موجة تضامن واسعة في الشارع الأوروبي، حيث شهدت مدن إيطالية عدة مظاهرات تندد بما وصفه المحتجون بـ"الحصار الظالم" المفروض على غزة، متهمين بعض الحكومات الأوروبية بالتواطؤ مع تل أبيب.
وبينما تستمر الإدانات الدولية، يبقى مصير المساعدات الإنسانية التي كان الأسطول يحملها لغزة غامضاً، وسط دعوات متزايدة لإسرائيل بضرورة احترام القوانين الدولية والسماح بمرور الإمدادات إلى سكان القطاع الذين يواجهون ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة.