كاتب أميركي: أزمة تصنيع تمنع روسيا من إنتاج الطائرات الحديثة

اثنين, 09/29/2025 - 08:20

نشرت مجلة ناشونال إنترست مقالا للكاتب المتخصص في شؤون الدفاع والأمن القومي هاريسون كاس، تناول فيه التحديات العميقة التي تواجه صناعة الطيران الروسية، والتي جعلت موسكو عاجزة عن إنتاج الطائرات الحديثة بكفاءة رغم قدراتها الهندسية.
وخصّ الكاتب بالذكر المقاتلة الشبحية "سو-57"، أول طائرة روسية من الجيل الخامس، مقارنا إياها بنظيرتها الأميركية "إف-22". وأوضح أن المشكلة لا تكمن في التصميم أو العقول المبدعة، وإنما في البنية الصناعية المتقادمة التي تبطئ وتيرة الإنتاج الروسي مقارنة بالولايات المتحدة والصين.
وأشار المقال إلى أن انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينيات أدى إلى تراجع تمويل مصانع الطائرات، ما أجبر الدولة على دمجها في تكتلات ضخمة مثل "شركة الطائرات المتحدة"، وهو ما تسبب في بيروقراطية معقدة وفقدان للخبرات مع تقاعد جيل المهندسين والفنيين القدامى وتوقف برامج التدريب.
وأضاف كاس أن روسيا تعتمد على مكونات أجنبية، خصوصا في مجالات الإلكترونيات وأنظمة الطيران والمواد المتقدمة، لكن العقوبات الغربية التي فُرضت بعد ضمّها شبه جزيرة القرم عام 2014 ثم غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022، عرقلت سلاسل التوريد وحجبت عنها هذه التقنيات الحيوية.
ويرى الكاتب أن المشكلة أعمق من العقوبات، فروسيا لا تملك تقنيات تصنيع متطورة كالخطوط الآلية والروبوتات والتقنيات الإضافية التي تعتمدها شركات مثل بوينغ ولوكهيد مارتن الأميركية، مما يجعل عملياتها الإنتاجية أكثر اعتمادا على العمل اليدوي البطيء. ونتيجة لذلك، تبقى موسكو عاجزة عن تحويل نماذج الطائرات المتقدمة إلى إنتاج واسع النطاق.
وختم المقال بالقول إن الأوضاع الاقتصادية "المتردية" في روسيا، إلى جانب كلفة الحرب في أوكرانيا التي تستنزف الموارد والكوادر البشرية، تعمّق من أزمة الصناعة العسكرية. وعلى الرغم من أن موسكو تخصص نسبة كبيرة من ناتجها المحلي لقطاع الدفاع، فإن حجم اقتصادها يظل أصغر بكثير من نظيريه الأميركي والصيني، الأمر الذي يحد من قدرتها على التوسع في صناعة الطائرات الحديثة.
المصدر: ناشونال إنترست

الفيديو

تابعونا على الفيس