غزة – أفادت مصادر طبية في قطاع غزة باستشهاد 23 فلسطينيا منذ فجر اليوم الاثنين، بينهم 21 في مدينة غزة، جراء قصف إسرائيلي متواصل، في وقت تشهد فيه المدينة انهيارا متسارعا في منظومة العمل الإنساني.
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال فجّرت عددا من المباني السكنية شمال مخيم الشاطئ غرب المدينة، فيما أسفر قصف بطائرة مسيّرة عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في شارع أبو حصيرة غرب غزة.
وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للمسيّرات الإسرائيلية في أجواء المدينة، حيث سُمع إطلاق نار متقطع قرب مجمع الشفاء الطبي، الذي كان محيطه قد تعرض أمس لقصف بأحزمة نارية. كما حصلت الجزيرة على صور توثق لحظة تدمير برج مكة في حي تل الهوا جنوب غربي غزة، بعد استهدافه بغارات جوية.
غارات وتقدم ميداني
في موازاة ذلك، أحرزت قوات الاحتلال تقدما محدودا قرب مقر الأمم المتحدة في شارع النصر غرب غزة، بينما دمرت غارات إسرائيلية عدة منازل في منطقة التوبة بحي الدرج شرق المدينة، دون أن يُمنح السكان الوقت الكافي لمغادرتها أو إنقاذ ممتلكاتهم.
وفي رفح جنوبا، أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين إثر قصف استهدف مواطنين أثناء انتظارهم المساعدات. كما أطلقت مسيّرات إسرائيلية قنابل على منازل في حيي الرمال والصبرة بمدينة غزة، في حين نُفذت عمليات نسف بمركبات مفخخة في منطقة الكتيبة وسط خان يونس.
أزمة إنسانية خانقة
على الصعيد الإنساني، أكد أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، أن المساعدات الواصلة إلى القطاع لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات، مشيرا إلى أن الاحتلال يفرض النزوح القسري بحرمان السكان من الخدمات الأساسية.
كما حذّر عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا"، من أن منظومة العمل الإنساني في غزة تواجه انهيارا شاملا، وأن مخزون الوقود سينفد خلال 48 ساعة، مما ينذر بكارثة جديدة. وأضاف أن المجاعة انتقلت مع النازحين إلى وسط القطاع وجنوبه، حيث يبيت عشرات الآلاف في الشوارع بلا مأوى.
سياق عسكري متصاعد
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن منتصف سبتمبر/أيلول عن بدء عملية برية واسعة بمشاركة فرق نظامية واحتياطية، في إطار خطة أقرّتها حكومة بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيا، بدءا بمدينة غزة التي يقطنها نحو مليون نسمة.
وبحسب معطيات فلسطينية ودولية، أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 168 ألفا، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن مجاعة أودت بحياة مئات المدنيين.
المصدر: الجزيرة + وكالات
