
في وقت تشهد فيه البلاد ديناميكية تنموية متسارعة، برز أداء وكالة التنمية الحضرية كمثال حيّ على الإدارة الفاعلة، وذلك منذ تعيين سيدي محمد ولد بونه مديرًا عامًا لها. فقد حملت فترته الإدارية ملامح تغيير نوعي في منهجية العمل، انعكست على تحسين الخدمات، وتسريع وتيرة الإنجاز، والقضاء على الكثير من المظاهر السلبية التي ظلت تُعاني منها الوكالة لسنوات.
من البيروقراطية إلى السرعة في الأداء
لطالما شكلت الطوابير الطويلة أمام مقر الوكالة مشهدًا مألوفًا للمواطنين الباحثين عن وثيقة إدارية أو استفسار حول ملف معين. غير أن تلك المشاهد أصبحت من الماضي، بعد أن عمد المدير الجديد إلى تفعيل الإجراءات الإدارية، وتبسيط المساطر، واعتماد أنظمة متابعة أكثر فعالية، ما مكن من تقليص زمن الانتظار وتقديم الخدمات للمواطنين في آجال معقولة.
كما أدت هذه الإجراءات إلى تقليص البيروقراطية التي كانت تُعيق الأداء، واستُبدلت بنهج أكثر شفافية وانفتاحًا على المواطنين، في انسجام تام مع التوجيهات العليا الرامية إلى تقريب الإدارة من المواطن.
تسريع الإنجاز في المشاريع البنائية
وفي ميدان المشاريع الحضرية، استطاعت الوكالة في ظل الإدارة الحالية أن تُسرّع وتيرة تنفيذ المشاريع الموكلة إليها ضمن البرنامج الاستعجالي، خصوصًا في نواكشوط والمناطق ذات الأولوية. وقد تم تنفيذ عدد معتبر من الأشغال في الآجال المحددة، وسط إشادة من الجهات المشرفة والشركاء الفنيين، مما يُظهر تغيرًا واضحًا في قدرة الوكالة على الإنجاز الميداني والتخطيط الحضري الفعّال.
ضبط الساحات العمومية ومحاربة الفوضى
من الإنجازات اللافتة أيضًا، الدور الذي لعبته الوكالة في الحد من احتلال الساحات العمومية وضبط عملية توزيع واستغلال الأراضي الحضرية. فقد تم تطبيق إجراءات أكثر صرامة وشفافية في مجال توزيع القطع الأرضية، ما أسهم في ضبط العملية وتنظيمها بعد سنوات من الفوضى والعشوائية.
كما كثفت الفرق الميدانية من حملات تحرير الملك العمومي، وفرض النظام في الأماكن العامة، وهو ما ساعد على تحسين وجه المدن، خصوصًا العاصمة نواكشوط، والحد من ظاهرة الاستحواذ غير المشروع على الأراضي العمومية.
خدمة أقرب للمواطن
ولعل أبرز ما يُميز المرحلة الحالية هو تقريب خدمات الوكالة من المواطنين، من خلال مكاتب استقبال مؤهلة، واعتماد آليات تواصل أسرع، وإطلاق مبادرات للتفاعل المباشر مع الجمهور. وهو ما جعل الوكالة أكثر استجابة لمطالب السكان، وساعد في تعزيز ثقة المواطنين في أدائها.
تُظهر تجربة وكالة التنمية الحضرية في ظل إدارة سيدي محمد ولد بونه، أن الإدارة الرشيدة يمكن أن تُحدث فارقًا حقيقيًا على الأرض، من خلال تبسيط الإجراءات، ورفع وتيرة الإنجاز، وتحسين العلاقة مع المواطن. وهي تجربة جديرة بالدراسة، في وقت يتطلع فيه المواطنون إلى مؤسسات عمومية فاعلة، تُخاطب حاجاتهم، وتواكب تطلعاتهم.