بيرقدار" و"شاهد".. ساحة جديدة للتنافس بين أنقرة وطهران في حرب أوكرانيا

اثنين, 09/15/2025 - 07:56

..
.تلعب الطائرات المسيّرة التركية والإيرانية أدوارًا بارزة في الحرب الروسية الأوكرانية، إذ أصبحت "بيرقدار تي بي2" التركية و"شاهد 136" الإيرانية رمزين متقابلين في هذا الصراع، كلٌ يخدم طرفًا مختلفًا.

ففي الجانب الأوكراني، مثّلت مسيّرات "بيرقدار" نقطة تحول مهمة منذ الأيام الأولى للحرب، حيث مكّنت كييف من تنفيذ ضربات دقيقة ضد القوات الروسية، وأوقفت زحف أرتالها نحو العاصمة. هذه النجاحات منحت الأوكرانيين دفعة معنوية كبيرة، بل تحولت إلى رمز للمقاومة الشعبية الأوكرانية. ورغم تراجع فعاليتها لفترة بفعل تطوير الدفاعات الروسية، فإن تقارير حديثة تؤكد عودتها مجددًا لتنفيذ هجمات نوعية بفضل تكتيكات جديدة وإنتاجها محليًا في أوكرانيا.

في المقابل، اعتمدت موسكو بشكل متزايد على مسيّرات "شاهد" الإيرانية زهيدة التكلفة وسهلة التشغيل. فقد نفذت بها مئات الهجمات ضد البنى التحتية الأوكرانية، مستفيدة من قدرتها على الإطلاق الجماعي من منصات بسيطة أو مركبات عادية. هذا الاستخدام المكثف أربك الدفاعات الأوكرانية، فيما واصل الروس تطوير هذه الطائرات وإنتاجها داخل أراضيهم تحت اسم "جيران-2".

ويرى خبراء أن تركيا، عبر دعمها كييف بمسيّرات "بيرقدار"، تسعى إلى تعزيز موقعها داخل حلف الناتو مع الحفاظ في الوقت نفسه على قنوات تعاون مع موسكو. أما إيران، فترى في دعمها لروسيا وسيلة لتقوية تحالفها مع الكرملين وتجاوز عزلتها الدولية.

وبينما تواصل المسيّرات التركية والإيرانية ترك بصمتها على مجريات الحرب، يظل التنافس بين أنقرة وطهران جزءًا من معادلة إقليمية أوسع، تجمع بين التعاون والمنافسة في آن واحد، وتعكس تشابك المصالح الجيوسياسية في المنطقة والعالم.

الفيديو

تابعونا على الفيس