
إسطنبول – في إطار الاستعدادات لسيناريو مواجهة محتملة مع إسرائيل، اتخذت تركيا خلال الأسابيع الماضية ثلاث خطوات استراتيجية هامة وفقًا لتقرير استخباري تركي. وتتضمن هذه الخطوات تعزيز منظومة الدفاع الجوي، تقوية الجبهة الداخلية، وإنشاء ملاجئ ذات تجهيزات متقدمة مضادة للتهديدات النووية.
وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مراسم تسليم منظومة "القبة الفولاذية" للدفاع الجوي، والتي تضم 47 مركبة وتكلفتها تقارب نصف مليار دولار، إلى أهمية هذه الأنظمة في ظل النزاعات الإقليمية الأخيرة. وقال إن المشروع الذي طورته شركة أسيلسان على مدار سبع سنوات يعزز القدرات الدفاعية عبر نظام متعدد الطبقات يعمل بتشغيل شبكي متكامل يشمل أنظمة مثل كوركوت للهجوم المبكر وهيسار ومتوسط المدى والدفاع السيبراني وأنظمة حرب إلكترونية حديثة.
ويأتي إعلان منظومة القبة الفولاذية في توقيت حساس بعد تقرير أكاديمية الاستخبارات الوطنية الذي حذر من احتمال تصاعد النزاع مع إسرائيل، حيث أوصى التقرير بتسريع تطوير أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات. كما أطلقت تركيا صاروخ "طيفون بلوك 4" فرط الصوتي، لتقوية الردع، وقامت بإبرام صفقة لشراء 40 طائرة من طراز "يوروفايتر" الألمانية لتعويض إلغاء صفقة طائرات "إف-35" الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، قررت الحكومة التركية بناء ملاجئ تحت الأرض في 81 ولاية، تتسم بالقدرة على تحمل التهديدات النووية، وذلك عبر شركة "توكي" الحكومية التي سبق وأثبتت كفاءتها في بناء منشآت مقاومة للزلازل. وستتم الاستفادة أيضًا من محطات المترو والملاجئ القديمة بعد تأهيلها.
في الجبهة الداخلية، اتخذت أنقرة خطوات حاسمة، إذ نجحت في يوليو الماضي بنزع سلاح حزب العمال الكردستاني، معززة بذلك أمنها الداخلي. كما تصدت الحكومة لتحقيقات أمنية طالت شخصيات متهمة بالتجسس والانتماء لمنظمة "فتح الله غولن" المحظورة، في ظل حرصها على تعزيز استقرارها الداخلي.
تركيا تسعى بذلك إلى تعزيز قدراتها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية لتفرض نفسها كلاعب رئيسي في موازين القوى الإقليمية والدولية، مستهدفة دخول قائمة أقوى 10 اقتصادات في العالم بناتج محلي يتجاوز 1.3 تريليون دولار.