فرنسا تستدعي السفير الأمريكي بعد انتقاده موقف باريس من مكافحة معاداة السامية

اثنين, 08/25/2025 - 08:14

فرنسا تستدعي السفير الأمريكي بعد انتقاده تعامل باريس مع معاداة السامية

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد عن قرارها استدعاء السفير الأمريكي لديها، تشارلز كوشنر، عقب تسريب رسالة وجهها إلى الرئيس إيمانويل ماكرون ينتقد فيها الحكومة الفرنسية لعدم بذلها جهودًا كافية في مكافحة معاداة السامية.

وجاء في رسالة كوشنر المؤرخة في 25 أغسطس، والتي تسربت إلى وسائل الإعلام الأحد، إشارة إلى ذكرى تحرير باريس التي توافق الاثنين 81 عامًا على خروج الاحتلال النازي، ما أنهى عمليات ترحيل اليهود في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال السفير في رسالته إنه يكتب "بقلق بالغ" بسبب تصاعد الاعتداءات المعادية للسامية في فرنسا، مشيرًا إلى حوادث متكررة تشمل اعتداءات على أفراد من الجالية اليهودية، وتدنيس كنائس ومدارس يهودية، وتخريب شركات مملوكة ليهود.

وأضاف كوشنر أن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها تفاقمت بشكل خاص بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 الذي أشعل الصراع في غزة، معتبرًا أن تصاعد العنف يعكس انعدام الإجراءات الكافية من جانب الحكومة الفرنسية.

ردًا على الرسالة، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا نفت فيه هذه الاتهامات واعتبرتها "غير مقبولة"، مؤكدًا التزام فرنسا الكامل بمكافحة معاداة السامية. وشدد البيان على أن تعليق السفير "لا يعكس جودة العلاقة القوية بين فرنسا والولايات المتحدة والثقة المتبادلة بين الحلفاء".

كما نبهت الوزارة إلى ضرورة احترام المبادئ الدبلوماسية و"عدم التدخل في الشؤون الداخلية" كما هو منصوص عليه في اتفاقية فيينا عام 1961، معلنة استدعاء كوشنر يوم الاثنين لتوضيح الموقف.

وتُعرف رسالة كوشنر، والد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، صدى تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اتهم ماكرون بالإضرار بالعلاقات عبر تشجيع الاعتراف بدولة فلسطينية. وقد ردت الرئاسة الفرنسية على هذه الاتهامات واعتبرتها "مغلوطة ومرفوضة".

كوشنر أشار إلى أن الخطاب المناصر لفلسطين وتعزيز الاعتراف بدولتها يشجع المتطرفين ويهدد الهوية اليهودية في فرنسا، مؤكدًا: "اليوم لا مجال للتراجع، معاداة الصهيونية تعني معاداة السامية".

كما أعرب السفير الأمريكي عن قلقه من جهل نحو نصف الشباب الفرنسي بالمحرقة، متسائلًا عن فعالية التعليم التاريخي في المدارس الفرنسية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الجرائم العنصرية تجاه الجاليتين اليهودية والعربية المسلمة في فرنسا، وهما أكبر مجموعتين ديموغرافيًا في البلاد، وسط أجواء مشحونة تصف الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

وكان إعلان ماكرون عن نية فرنسا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول أثار انتقادات قوية من إسرائيل، تلاه قرار عدد من الدول برفع الدعم الرسمي للاعتراف بفلسطين في الفترة نفسها.

الفيديو

تابعونا على الفيس