
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلاً عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يعزز جهود المفاوضات لاستعادة أكبر عدد ممكن من الأسرى قبل بدء العملية العسكرية في مدينة غزة. وأوضحت المصادر أن الجيش أخطر الحكومة بأن تدمير غزة بالكامل مشابه لما حدث في بيت حانون يتطلب فترة زمنية لا تقل عن عام.
وأشارت المصادر إلى أن خطة رئيس الأركان، إيال زامير، التي عُرضت على الحكومة، تسمح بإمكانية وقف القتال فور التوصل لاتفاق مع حركة حماس، ولكن حذرت من المخاطر التي قد يتعرض لها الأسرى في حال انطلاق العملية، خصوصًا وسط وجود خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية حول هذا الملف.
في تصريحاته الأخيرة، أكد زامير أن الجيش يمتلك الإمكانيات اللازمة لاستكمال مراحل العملية العسكرية، وأنه في انتظار القرار النهائي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كما شدد على أن احتلال مدينة غزة قد يعرض حياة الرهائن لخطر كبير، مشيرًا إلى أن حماس قد تلجأ إلى قتل الأسرى إذا ما تقدمت القوات الإسرائيلية داخل المدينة.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن زامير دعا إلى قبول الصفقة المعدلة التي قدمها الوسيط ستيف ويتكوف، مشيرًا إلى أن الجيش أعد كل المستلزمات اللازمة لتنفيذ تبادل الأسرى. من جانبه، رحبت عائلات الأسرى بهذه التصريحات، معتبرة أنها تعبر عن رغبة غالبية الإسرائيليين في إنهاء الحرب عبر صفقة تبادل شاملة.
وتحمل التقديرات الإسرائيلية حماس مسؤولية احتجاز نحو 50 أسيرًا بينهم 20 على قيد الحياة، في حين تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف فلسطيني في سجونها، وسط اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.
على الصعيد السياسي، تصاعدت الخلافات بين الجيش والحكومة الإسرائيلية بشأن توقيت وطريقة تنفيذ عملية احتلال غزة، خاصة بعد نقاش حاد بين زامير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في اجتماع أمني سابق.
من جانبها، اتهمت حركة حماس رئيس الوزراء نتنياهو بمحاولة إفشال جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معتبرة أن موافقته على خطة احتلال غزة بعد قبول حركتها للمقترحات الوسيطّة تعكس إصراره على إفشال أي اتفاق.
ويأتي ذلك وسط تقدّم مقترح يتضمن وقف إطلاق نار مؤقتًا يستمر 60 يومًا لإتمام صفقة تبادل أسرى على مرحلتين، مع إعادة تمركز القوات الإسرائيلية قرب الحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على غزة مستمر منذ أكتوبر 2023، مخلفًا آلاف الشهداء والجرحى والنازحين، وسط اتهامات واسعة بانتهاكات إنسانية جسيمة وتهجير قسري متزايد.