يبدأ اليوم الـ685 من الحرب المستمرة على غزة وسط إعلان الجيش الإسرائيلي بدء المرحلة الأولى من هجومه على مدينة غزة. وأكد المتحدث العسكري الإسرائيلي أن الجيش يسيطر بشكل شبه كامل على قطاع غزة، مشيراً إلى انطلاق المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" بأوامر سياسية، فيما كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن خطة جديدة للسيطرة على المدينة تحت اسم "عربات جدعون 2" مع استدعاء 60 ألف جندي احتياط استعداداً للعملية المقبلة دون تحديد موعد تنفيذها.
وقد أسفر القصف الإسرائيلي منذ فجر الأربعاء عن استشهاد 81 فلسطينياً في مناطق مختلفة من القطاع، من بينهم 30 شخصاً كانوا ينتظرون المساعدات عند "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تديرها طائرات مسيرة أمريكية وإسرائيلية. هذا، وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ هجوم صباح الأربعاء على موقع إسرائيلي جنوب شرق مدينة خان يونس، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، وقد وصف الإعلام الإسرائيلي العملية بالاستثنائية وأكد إصابة ثلاثة جنود.
على الصعيد السياسي، لم ترد إسرائيل حتى الآن على موافقة حماس على مقترح الوساطة للصفقة، رغم مرور أكثر من 24 ساعة على تسليم الوسطاء الرد. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة التوصل فوراً إلى وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، مع إدانته لبناء المستوطنات التي اعتبرها خرقاً للقانون الدولي.
في التطورات الميدانية، أفادت تقارير عن إطلاق نار فلسطيني على مستوطنة "عدي عاد" وسط الضفة الغربية، وإصابة إسرائيلي، ما دفع الجيش الإسرائيلي لشن عمليات اقتحام وتمشيط في عدة قرى منها المغير شمال رام الله. كما شهدت مناطق الضفة الغربية الجديدة اعتداءات للمستوطنين أدت إلى إصابة فلسطينيين، إضافة إلى اشتباكات قرب مراكز مساعدات في رفح شمال القطاع.
في ظل هذه المعارك، حذر قائد إسرائيلي رفيع المستوى من مخاطر وتصاعد خسائر الجيش الإسرائيلي في إطار عملية "عربات جدعون 2"، متوقعاً أن الاحتلال الكامل لمدينة غزة قد يؤدي إلى حرب استنزاف خطيرة مع حدوث العديد من الإصابات بين الجنود، بسبب أنفاق حماس التي تسمح بحرية تحرك مقاتليها داخل المدينة.
وفي ردود الفعل، أصدرت كتائب القسام بياناً أكدت فيه قصف تجمعات إسرائيلية جنوب خان يونس بقذائف الهاون، وسط توتر متصاعد ومستمر في المواجهات بين الطرفين.
على الصعيد السياسي والدعوي، دعت حركة حماس الأمة العربية والإسلامية إلى تحرك جاد لحماية القدس والمسجد الأقصى، مؤكدة على عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي وحث الجماهير على التصدي للاقتحامات المتكررة.
تتواصل الاشتباكات والضغوط الدولية على الأرض حيث يكتظ القطاع بمأساة إنسانية بسبب الحصار والدمار، فيما تستمر الدعوات الأممية لإنهاء المواجهة وإطلاق سراح الأسرى.
