أثار الكشف عن ظهور قائد ميداني من وحدة النخبة التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في أحد مقاطع فيديو المقاومة، جدلاً واسعاً وتساؤلات عديدة حول أهمية وتوقيت هذا الظهور، خاصة في ظل التهديدات المتكررة من قبل حكومة بنيامين نتنياهو بالقيام بعملية احتلال واسعة لمدينة غزة.
وبثت كتائب القسام يوم الإثنين تسجيلاً مصوراً يوثق مقاومة المقاتلين للقوات الإسرائيلية والآليات العسكرية في حي الزيتون جنوب شرق غزة، حيث ظهر القائد الميداني موجهاً رسالة مزدوجة لكل من عناصر المقاومة وإسرائيل. وأكد الخبير العسكري حاتم كريم الفلاحي أن ظهور مقاتلين من وحدة النخبة الذين لم يُرَ لهم سابقاً بالزي الرسمي المميز، يدل على بدء حماس في توظيف هذه القوات المتخصصة في المواجهات الحالية.
وأشار الفلاحي في تحليله ضمن برنامج الجزيرة إلى أن المعارك القادمة ستكون أكثر عنفاً وصعوبة على الجيش الإسرائيلي، نظراً لتدريب قوات القسام النخبة وقدرتها على تنفيذ عمليات متقدمة ومتنوعة. وأضاف أن الفيديو أظهر كذلك دقة عالية في رصد تحركات القوات الإسرائيلية، حتى داخل المباني التي تستخدم كمواقع دفاعية، مما يعكس تكيف فصائل المقاومة مع الواقع الميداني المتغير.
ورغم التصعيد والتهديدات الإسرائيلية، لا تزال العمليات القسامية تتركز في حي الزيتون من دون توغل عميق في قلب مدينة غزة، خلافاً لما أعلنته إسرائيل من خطط لاحتلال المدينة بالكامل، حسب ما أوضح الخبير العسكري. وتُذكر أن هذه القوات النخبة كانت في طليعة الهجوم في السابع من أكتوبر 2023 المعروف باسم "طوفان الأقصى"، الذي أسفر عن خسائر إسرائيلية كبيرة، منها مقتل أكثر من 1200 جندي وضابط وأسر 240 آخرين.
في رسالة حماسية، توعد القائد الميداني -الذي ظهر ملثماً- الاحتلال رداً على تشديده مهدداً المقاومة بالثبات والصمود، معتبراً أن الله لا يختبر أقوى المعارك إلا بأقوى جنوده، داعياً المقاتلين إلى الانطلاق بتوفيق إلهي نحو المواجهة القادمة.
