تستعد مدينة لعيون، عاصمة الحوض الغربي، لاستقبال المهرجان المنتظر الذي يترقبه سكان الولاية وكل عشاق الثقافة والتراث في موريتانيا. هذا المهرجان، الذي أصبح علامة فارقة في الأجندة الثقافية الوطنية، يجمع بين عبق التراث وأصالة الفلكلور وحيوية الفنون، ويمنح أبناء الحوض الغربي فرصة لعرض ما يملكون من إبداع وفخر أمام الوطن بأسره.
على مدى سنوات، استطاع المهرجان أن يرسخ مكانته كمحطة سنوية ثابتة، وهذا لم يكن ليحدث لولا الإدارة الحكيمة والرؤية الواضحة التي يتحلى بها المختار ولد مسغارو ولد اغويزي، مدير المهرجان. فقد حمل المختار على عاتقه مسؤولية الحفاظ على استدامة هذا الحدث، وتطويره عامًا بعد عام، حتى صار منصة تجمع المبدعين، وتربط الأجيال بجذورها، وتعيد للمدينة بريقها الثقافي.
والمختار، وهو يقود هذا المشروع الثقافي الكبير، ليس إلا شبلًا من ذلك الأسد، ابنًا لرجلٍ عرفه الوطن كله، الجنرال المتقاعد مسغارو ولد اغويزي، الذي جمع بين قوة الموقف وبساطة التواضع، وبين هيبة القيادة ودفء التعامل. لقد ترك والده إرثًا من القيم الرفيعة، فحملها المختار في مسيرته، وحرص على أن يترجمها عملًا على الأرض، خدمةً للثقافة والمجتمع.
إن ما يميّز مهرجان لعيون هذا العام ليس فقط برامجه الغنية بالعروض التراثية والأنشطة الفنية، بل أيضًا كونه ثمرة جهد وإصرار على أن تظل الثقافة حيّة في قلوب الناس، وأن تبقى لعيون نقطة التقاء لكل أبناء الحوض الغربي، وأيقونة تُحكى عنها القصص في بقية ولايات الوطن.
وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر والعرفان للمختار ولد مسغارو ولد اغويزي على تفانيه، وعلى تمسكه برسالة المهرجان رغم كل التحديات، وعلى إخلاصه في تمثيل القيم النبيلة التي ورثها عن والده. بفضله وبفضل كل من يدعمه، سيظل مهرجان لعيون علامة مضيئة في سماء الثقافة الموريتانية، ورسالة حب ووفاء لهذه الأرض وأهلها.
