نشرت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر عناصر من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهم ينفذون عمليّة حرق سيارة تعود لأحد ما وصفوه بـ"لصوص المساعدات"، في شارع بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. وتظهر المشاهد إعلان القسام عن تنفيذ إعدام ميداني بحق هؤلاء "اللصوص"، وسط أصوات تهليل وتصفيق من السكان المحليين.
وأوضحت تقارير فلسطينية أن مقاتلي القسام، بالتعاون مع وحدة "سهم" التابعة لوزارة الداخلية في غزة، قاموا بتحييد مجموعة من اللصوص وصفوهم بقطاع الطرق، ضمن جهود لضبط الأمن وضمان توزيع عادل للمساعدات والمواد الغذائية في القطاع.
وكانت وزارة الداخلية في غزة قد أعلنت في نوفمبر 2024 عن مقتل أكثر من 20 فردًا ينتمون إلى عصابات متخصصة في سرقة شاحنات المساعدات، وذلك خلال عملية أمنية مشتركة مع لجان عشائرية. ومنذ اندلاع الحرب على غزة، تزايدت عمليات النهب والسرقة لشاحنات المساعدات التي يُقال إن عصاباتها تنشط بدعم من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار البيان الحكومي في غزة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف عناصر تأمين وصول المساعدات، ضمن سياسة متعمدة لتسهيل سرقة المساعدات عبر العصابات المحلية المدعومة من تل أبيب، إلى جانب سياسة لتجويع السكان الفلسطينيين.
كما كشفت تقارير موثقة نقلتها صحيفة واشنطن بوست عن رفض السلطات الإسرائيلية للعديد من طلبات اتخاذ تدابير أمنية لحماية قوافل المساعدات في غزة، بالإضافة إلى منع الشرطة المدنية الغزية من توفير الحماية اللازمة للشاحنات.
وفي ظل هذه الظروف، تواصل إسرائيل—بدعم أمريكي—شن حملة عسكرية مدمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، خلفت مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 152 ألفًا وتشريد معظم السكان، مع دمار واسع النطاق لم تشهده المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.
