قال الخبير العسكري العميد حسن جوني إن خطة إسرائيل لإعادة احتلال كامل قطاع غزة، أو حتى اقتصارها على مدينة غزة فقط، تشبه إلى حد كبير عملية "عربات جدعون" وأهدافها العسكرية، متوقعاً أن تُعاد العملية تحت اسم جديد لكنها ستشهد "فشلاً جديداً". وأوضح أن الهدف من عملية "عربات جدعون" كان اختراق الحزام الأمني الداخلي للمقاومة، وهو نفس الهدف من احتلال مدينة غزة.
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرس عدة خيارات بعد انتهاء عملية "عربات جدعون" التي أطلقت منتصف مايو 2025، والتي لم تغير كثيراً من معادلة قضية الأسرى. ورجح جوني فشل الاحتلال الإسرائيلي لأن المقاومة لا تزال نشطة في أحياء الشجاعية والدرج والزيتون والتفاح في الضواحي الشرقية للقطاع، حيث تتمتع بقدرة أكبر بسبب تعقيدات البيئة الحضرية وخريطة عملها.
على الصعيد السياسي، يبدو أنه حدث تفاهم بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش إيال زامير على أن تكون العمليات العسكرية في غزة تدريجية، تبدأ باحتلال السيطرة على مدينة غزة. لكن هنالك خلافات متواصلة بين المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي، ما ينعكس سلباً على معنويات الجنود وأداء الجيش على الأرض.
يشير جوني إلى أن نتنياهو ووزير الدفاع الحالي يعرّضان التقديرات العسكرية لتدخل سياسي غير عسكري، ما يعقد اتخاذ القرار الأمثل في الملف الأمني بغزة. ورغم أن احتلال مدينة غزة بدلاً من القطاع بأكمله قد يكون أسهل نسبياً على الورق، إلا أن تنفيذه في الواقع سيظل معقداً وصعباً.
كذلك، أشارت قناة إسرائيلية إلى اعتراض رئيس الأركان خلال اجتماع أمن الكابينت على خطة احتلال غزة، معتبراً أنها ستستغرق ما بين عام وعامين، وستعرّض حياة الأسرى للخطر، وقد تؤدي إلى سقوط مزيد من الجنود، إضافة إلى كارثة إنسانية جراء ضرب البنى التحتية.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة نيويورك تايمز، اعتبر مسؤولون إسرائيليون أن الجيش قد يتمكن من السيطرة على المناطق المتبقية في غزة خلال أشهر، لكن استعادة النظام الأمني الكامل في القطاع قد تتطلب خمس سنوات من القتال المستمر.
تأتي هذه التطورات في ظل تعقيدات عسكرية وسياسية بارزة، وسط مخاوف من استمرار تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة بسبب الحصار والعمليات العسكرية المستمرة، في وقت يطالب فيه المجتمع الدولي بوقف التصعيد والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق
