
تُعد الثانوية العسكرية في نواكشوط نموذجاً فريداً وبارزاً في المشهد التعليمي الوطني، حيث توائم بين الصرامة العسكرية والانضباط الأكاديمي، لتشكل بحق مصنعاً لمخرجات تعليمية متميزة تمثل فخراً للمنظومة التربوية في موريتانيا.
تحت إشراف قيادة الأركان الوطنية، تقدم الثانوية العسكرية تعليماً نوعياً يدمج التكوين العسكري الصارم مع النظام الأكاديمي الراقي، ما يُهيئ الطلاب ليكونوا قادة المستقبل في ميادين الحياة المدنية والعسكرية على حد سواء. وإلى جانب جودة التعليم، تتميز المؤسسة بانفتاحها الشامل، الأمر الذي ينفي تماماً الاعتقاد السائد بأن هذه الثانوية محجوزة لأبناء الطبقة المترفة فقط، إذ تضم طلاباً من كافة الشرائح الاجتماعية، من الطبقة الوسطى والموظفين إلى الفئات ذات الدخل المحدود.
ويؤكد الصحفي والنشطاء الحقوقي الشيخ ولد سيد ، أحد أبرز المدافعين عن العدالة الاجتماعية، أن نجله يدرس حالياً في هذه المؤسسة، ما يعكس مدى حرص الثانوية على المساواة وتكافؤ الفرص بدلاً من التمييز الطبقي.
ويرى مراقبون أن النجاحات المتواصلة التي تحققها الثانوية العسكرية، والتي تجلت في النتائج المتقدمة للطلاب والسمعة المرموقة للخريجين، تعود بشكل كبير إلى القيادة الحكيمة والانضباط المتين الذي يتحلى به مدير الثانوية العسكري الحالي، العقيد اعلي ولد لاغنه ، فهو يمثل نموذجاً
يُحتذى في التفاني في العمل الإداري وخدمة الوطن، ويجسد القيم الوطنية من انضباط والتزام، مما يستدعي – على حد قول المختصين والمهتمين بالشأن التعليمي والحقوقي – ضرورة توشيحه تقديراً لدوره البارز في تعزيز مكانة المؤسسة وتحقيق رسالتها النبيلة وترقيته لرتبت جنرال.
وتُعد هذه الثانوية إضافة نوعية للتعليم في موريتانيا، حيث لا تقتصر مساهمتها على تخريج أجيال متفوقة فحسب، بل تمتد إلى غرس ثقافة الانضباط والالتزام، وهي عناصر أساسية الآن أكثر من أي وقت مضى في تطوير التعليم الوطني.
في ظل هذه الحصيلة المشرفة، يطرح السؤال حول إمكانية تعميم هذه التجربة الناجحة على باقي الولايات، وربما إرساء نماذج مدنية تواكب روح الانضباط والجودة ذاتها، لتكون خطوة متقدمة نحو بناء مستقبل تعليمي ومجتمعي أكثر تطوراً وعدالة.