
كشفت مصادر إسرائيلية عن تسجيل حالة انتحار جديدة في صفوف الجيش الإسرائيلي، بعد إطلاق جندي النار على نفسه داخل قاعدة عسكرية جنوب البلاد، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد مقلق في معدلات الانتحار بين الجنود، خاصة من شاركوا في الحرب على قطاع غزة.
وبحسب صحيفة معاريف، فإن الجندي أقدم على محاولة الانتحار داخل قاعدة تدريبية في جنوب إسرائيل، وسط حالة استنفار داخل المؤسسة العسكرية. في حين لم تكشف السلطات هوية الجندي أو خلفياته، تشير التقارير إلى أن حالته الصحية حرجة.
سلسلة حوادث متتالية خلال أيام
وفي تطور مشابه، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن جندياً آخر شارك في الحرب الجارية على غزة وضع حدًا لحياته في إحدى القواعد العسكرية بـمرتفعات الجولان، ليكون ثالث جندي ينتحر خلال أقل من عشرة أيام.
وأفادت إذاعة الجيش أن الجندي المنتحر كان ينتمي إلى لواء ناحال، وقد خدم لفترة طويلة في قطاع غزة. من جانبها، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجندي قاتل لأكثر من عام في القطاع، ما يُرجح تعرضه لضغوط نفسية حادة.
وفي الأسبوع الماضي، أقدم جندي من لواء غولاني على الانتحار بإطلاق النار على نفسه في قاعدة سدي تيمان بصحراء النقب، بعد خضوعه لتحقيق عسكري وسحب سلاحه الشخصي. وذكرت صحيفة هآرتس أن الجندي استعان بسلاح أحد زملائه ونفذ عملية الانتحار بعد ساعات فقط من التحقيق.
حرب تنعكس على النفسية
تشير معطيات أمنية وعسكرية إلى أن الضغوط النفسية الناجمة عن المشاركة في العمليات العسكرية في غزة ولبنان، وما يصاحبها من مشاهد دمار وقتل، أصبحت سببًا رئيسيًا وراء هذه الحالات.
موقع والا الإخباري نقل عن مصادر مطلعة أن العديد من الجنود يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، وإجهاد مزمن، خاصة بعد أشهر طويلة من القتال المتواصل.
ارتفاع مقلق في المعدلات خلال 2025
وفق تقرير نشرته صحيفة هآرتس، فإن معدلات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين في الخدمة الفعلية قد ارتفعت بشكل ملحوظ هذا العام، حيث سُجّلت 15 حالة انتحار منذ بداية 2025، مقارنة بـ21 حالة خلال عام 2024 بأكمله.
وذكرت الصحيفة أن الاحتياطيين في الخدمة الفعلية يشكلون النسبة الأكبر من هذه الحالات، مشيرة إلى أن كثيراً من المنتحرين واجهوا مواقف صادمة في ميدان المعركة أثرت على توازنهم النفسي.
مأزق داخلي يلاحق الجيش
ويأتي هذا التصاعد في وقت تتزايد فيه الانتقادات داخل إسرائيل بشأن إدارة الحرب وآثارها الاجتماعية والنفسية، حيث تحذر جهات حقوقية وصحية من إهمال الجنود العائدين من جبهات القتال دون متابعة نفسية جادة.
وفيما تواصل الحكومة الإسرائيلية عملياتها العسكرية في غزة، يرى مراقبون أن الآثار النفسية للحرب قد تمتد لسنوات، في ظل ما يصفه البعض بأنه انهيار صامت داخل المؤسسة العسكرية، بدأ ينعكس بشكل مأساوي على الجنود.
المصدر:الجزيرة نت.