
تشهد أوساط الجيش الإسرائيلي تصاعدًا ملحوظًا في حالات انتحار الجنود خلال العام الجاري، حيث أفادت صحيفة "هآرتس" بأن 15 جنديًا أنهوا حياتهم منذ بداية 2025، مقارنة بـ21 حالة في عام 2024. معظم المنتحرين من قوات الاحتياط في الخدمة الفعلية، وغالبًا ما تسببت تجاربهم الصادمة أثناء القتال بتدهور حالتهم النفسية.
وفي الأسبوعين الأخيرين وحدهما، سُجلت ثلاث حالات انتحار لجنود شاركوا في حرب غزة، حسب القناة 12 الإسرائيلية، بينما تؤكد تقارير إعلامية أن العدد الإجمالي منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 بلغ 44 حالة، معظمها على خلفية معاناة نفسية مرتبطة بتجربة القتال.
تتزامن هذه الظاهرة مع أزمة كبيرة في القوى البشرية داخل الجيش، إذ يشير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى تفاقم الاستنزاف والضغط على الجنود، وظهور مقاومة متزايدة للعودة للقتال، فضلًا عن تسريح أو معاقبة بعض الرافضين. كما سجّلت تقارير رسمية أكثر من 890 قتيلًا و10 آلاف مصاب بين الجنود، بينما يعاني نحو 20 ألفًا من أعراض الصدمة النفسية جراء الحرب المستمرة.
تعكس هذه الأرقام تصاعد أزمة معنويات الجنود والخسائر البشرية، في وقت يواجه فيه الجيش تحديات خطيرة مرتبطة بالنقص العددي وتمدّد جبهات القتال، ما يدفعه للاعتماد بشكل متزايد على وحدات النخبة بمهام غير معتادة، ويزيد من حالة الإرهاق والتذمر في صفوف الجنود.
المصدر : الجزيرة نت