أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم بياناً أكدت فيه أن "الخائن المأجور ياسر أبو شباب وعصابته هم ثلة خارجة عن صفّ الوطن، ومنزوعة الهوية الفلسطينية بالكامل، ودمهم مهدور من كافة الفصائل المقاومة". وجاء هذا البيان في سياق تصعيد المقاومة ضد المليشيات المسلحة التي تعمل تحت إشراف الاحتلال الإسرائيلي، والتي تهدف إلى ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية وزعزعة الأمن والاستقرار في القطاع.
خلفية القضية:
تُعرف مليشيا ياسر أبو شباب، التي تنشط بشكل رئيسي في مناطق شرق مدينة رفح، بأنها مجموعة مسلحة تعمل بتنسيق مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتولى مهاماً عدة منها اعتراض وتهريب ونهب المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى جمع معلومات استخباراتية عن المقاومة الفلسطينية وأنفاقها، مما أدى إلى استهداف وقتل عدد من المقاومين. وتعتبر هذه المليشيا نموذجاً لمحاولات الاحتلال المتكررة لصناعة الفوضى داخل غزة عبر تشكيل مجموعات مسلحة محلية، في محاولة لإضعاف تماسك المجتمع الفلسطيني وفرض السيطرة الأمنية.
ياسر أبو شباب، الذي فرّ من السجن بعد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، يحمل سجلاً إجرامياً ويُتهم بالتخابر مع الاحتلال، وهو ما دفع قبيلته "الترابين" إلى إعلان براءتها منه ورفضها لأفعاله. كما أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، أعلنت مراراً عن استهداف هذه المليشيات، مؤكدة أنها جزء من قوات الاحتلال الإسرائيلي مهما حاولت التستر.
المحللون السياسيون يرون أن ظاهرة تشكيل هذه المليشيات ليست جديدة، بل هي إعادة لتجارب إسرائيلية سابقة في مناطق أخرى مثل جنوب لبنان والضفة الغربية، لكنها فشلت بسبب الوعي الشعبي الفلسطيني الرافض لهذه الممارسات.
تأتي هذه التطورات في ظل حرب الإبادة التي تشهدها غزة منذ أكثر من عامين، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تفكيك المنظومة الأمنية والحكومية الفلسطينية وفرض نفوذ مباشر عبر هذه المليشيات، في محاولة لإضعاف المقاومة وإحداث شرخ في الصف الفلسطيني.
الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أكدت في بيانها أن التعامل مع ياسر أبو شباب وعصابته سيكون "بكل حزم"، وأنهم يعتبرونهم "دماءً مهدورة" وخصوماً يجب القضاء عليهم للحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني ومقاومة الاحتلال.
