فاز المرشح المسلم زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، بعد تصدره النتائج بنسبة تجاوزت 43% من الأصوات مقابل 36% لمنافسه الرئيسي، حاكم الولاية السابق أندرو كومو، الذي أقر بهزيمته قبل اكتمال فرز الأصوات قائلاً: "لم تكن الليلة ليلتنا.. لقد فاز ممداني".
ويبلغ ممداني من العمر 33 عاماً، ويُعد أول مسلم يخوض هذا السباق، وهو عضو بالمجلس التشريعي للولاية ويمثل منطقة كوينز في جمعية ولاية نيويورك. ويحظى بدعم شخصيات يسارية بارزة مثل بيرني ساندرز وألكسندريا أوكازيو كورتيز. وقد برز كمرشح تقدمي يسعى لإعادة تعريف العلاقة بين السياسة والشارع الأميركي، متحدياً الأسماء التقليدية في الحزب الديمقراطي.
ولد ممداني ونشأ في أوغندا لأبوين هنديين، وقاد حملة انتخابية نشطة اعتمدت على المتطوعين الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي، متعهداً بخفض تكاليف المعيشة من خلال توفير حافلات مجانية ورياض أطفال ومنع زيادة الإيجارات، حيث تصل تكلفة شقة من ثلاث غرف إلى 6 آلاف دولار شهرياً.
منذ إعلانه الترشح في أكتوبر الماضي، تحولت حملته إلى حراك اجتماعي واسع يستقطب الناخبين غير الراضين عن أوضاع مدينتهم. ويثير ترشح أول مسلم لمنصب عمدة نيويورك قلق المؤسسة المؤيدة لإسرائيل، حيث يواجه ممداني اتهامات بمعاداة السامية، رغم أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وصفت هذه الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة.
وبحسب آبي سيلبرشتاين، الباحث في جامعة نيويورك، فإن ممداني كان واضحاً في مواقفه من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ يؤكد حق إسرائيل في الوجود لكنه يطالب بالمساواة في الحقوق للفلسطينيين، وينتقد بشدة سياسات إسرائيل ويصف الحرب على غزة بـ"الإبادة الجماعية". ويرى مراقبون أن القلق الحقيقي لدى المؤيدين لإسرائيل يكمن في أن نجاح ممداني قد يشير إلى تراجع نفوذهم داخل الحزب الديمقراطي والسياسة الأميركية عموماً.
ويُتوقع أن يولي ممداني في حال توليه المنصب اهتماماً أكبر بقضايا جميع سكان نيويورك، بمن فيهم الفلسطينيون المتضررون من الأحداث الدولية، بدلاً من تبني موقف داعم لإسرائيل دون انتقاد. ويعكس فوزه تحولاً في المزاج العام، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع التعاطف مع إسرائيل وارتفاع التأييد للفلسطينيين إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2001.
