الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير يعكس دقة استهداف طهران وقدرتها على ضرب أهداف استراتيجية داخل إسرائيل

خميس, 06/19/2025 - 09:33

شنّت إيران صباح اليوم الخميس هجومًا صاروخيًا واسعًا استهدف عدة مواقع استراتيجية داخل إسرائيل، أبرزها مدينة تل أبيب وبئر السبع، ما تسبب في انفجارات ضخمة وأضرار واسعة، وأسفر عن إصابة عشرات الأشخاص.

وأكد الخبير العسكري العميد حسن جوني أن هذا الهجوم يعكس معرفة طهران الدقيقة بالبنية العسكرية الإسرائيلية وقدرتها على الوصول إلى أهداف استراتيجية بدقة عالية، مشيرًا إلى أن الهجوم هو الأقوى منذ بداية المواجهات بين الطرفين قبل أسبوع.

وأوضح جوني أن الهجوم يمثل ردًا قويًا على دعوات الاستسلام الموجهة لإيران، ويعكس استراتيجية هجومية متكاملة تستخدم الصواريخ والطائرات المسيّرة لإرباك منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي تعاني من قصور في الحماية منذ بداية الصراع.

وأشار إلى أن إيران ربما أدخلت تقنيات جديدة تعيق قدرة الرادارات الإسرائيلية على رصد الصواريخ، مما يجعلها أمام نوع جديد من الصواريخ التي تعمي منظومات الدفاع.

وشملت الأهداف التي تم استهدافها مستشفى الوحدة العسكرية في بئر السبع، الذي يعالج جرحى الحرب في قطاع غزة، ومبنى البورصة الإسرائيلية في رامات غان بتل أبيب، مما يؤكد أن إيران تستهدف مختلف الأهداف الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية.

وأكد جوني أن استهداف هذه المؤسسات المتنوعة يهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في إسرائيل، ويضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحت ضغط لتقديم تفسيرات حول استعداداته للحرب وحماية المدنيين، خاصة مع استمرار إيران في ضرب أهدافها رغم الضربات الإسرائيلية.

كما تساءل الخبير عن سبب عدم استهداف البرنامج النووي الإيراني حتى الآن، رغم أنه كان الهدف المعلن للصراع.

وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أطلقت إيران بين 20 و30 صاروخًا باليستيًا وعددًا من الطائرات المسيّرة، مما تسبب في دمار واسع، خاصة في مستشفى سوروكا الذي تعرض لتدمير جزء كبير منه بسبب قربه من الهدف العسكري، ما دفع السلطات لإخلائه بعد تسرب مواد خطرة.

وأشار جوني إلى أن إسرائيل قد تستخدم استراتيجية إقامة منشآت عسكرية قرب منشآت مدنية كوسيلة حماية، لكنه استبعد أن يمنع هذا إيران من استهداف أي هدف تعتبره هامًا.

كما أكد أن الحديث عن وجود آلاف الجنود ووحدات سيبرانية في المبنى المستهدف يشير إلى أن المواجهة تعتمد بشكل متزايد على الأسلحة السيبرانية والاستراتيجية، وأن الصراع لن يحسم عبر العمليات البرية فقط.

واختتم جوني تحليله بالإشارة إلى أن الحرب دخلت مرحلة تصاعدية مؤلمة لكلا الطرفين، مع توقع أن الإسرائيليين لن يصبروا طويلًا على هذا الوضع، في حين أن الإيرانيين معتادون على العيش تحت العقوبات منذ عقود.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الهجوم تسبب في إصابة 65 شخصًا على الأقل، مع دمار واسع في تل أبيب ومناطق أخرى.

الفيديو

تابعونا على الفيس