نفى المخرج الموريتاني الشاب سيد محمد ولد الشيكَر أن يكون قصد الإساءة إلى "المحظرة" من خلال فيلمه "المتطرف"، الذي أثار الكثير من الجدل منذ عرضه للمرة الأولى في نواكشوط.
وواجه الفيلم انتقادات من طرف بعض المتلقين بأنه يشوه ويسيء لصورة "المحظرة" حيث يتهمها بأنها بؤرة للمتطرفين يكتتبون فيها الشباب.
وقال ولد الشيكر في تصريح له على هامش عرض فيلمه، إن هذه التهمة أطلقها بعض من لم يطلعوا على الفيلم، مؤكداً أنه لم يهاجم المحظرة بل دعا إلى حمايتها وتطويرها.
وقال ولد الشيكَر: "أنا لم أسئ للمحظرة، ومن اتهموني بغير بينة لا يستحقون الرد، أنا قمت بعمل فني قدمت فيه فكرة معينة، هاجمني البعض دون يشاهدوا الفيلم أو يطلعوا على محتواه، وبالتالي فإنني أرى أن هذا الاتهام باطل".
وأكد المخرج الشاب أن الرسالة والهدف من الفيلم قد وصلت، مشيراً إلى أنه "منذ أول عرض للفيلم، بدأت ووسائل الإعلام تتحدث عن المحظرة، والتفتت الجهات الرسمية إلى المحظرة لإنقاذها، أعتقد أن فكرة الفيلم ورسالته وصلت وهذا هو الأساسي".
وأوضح في السياق ذاته أن الفيلم يدعو إلى "العودة إلى المحظرة الموريتانية الحقيقية بوصفها مدرسة للتسامح والمنهج الديني الوسطي بعيداً عن التطرف والغلو في الدين"، على حد تعبيره.
ويسرد الفيلم الذي عرض خلال فعاليات مهرجان نواكشوط الدولي للفلم القصير، قصة شاب موريتاني يدعى سليمان حاول والده أن يبعده عن حياة المجون والانحراف في العاصمة من خلال إرساله إلى إحدى المحاظر، وهناك تم تجنيده من طرف جماعة إسلامية تدعو إلى الجهاد.
وفي سياق شرحه لقصة الفيلم التي تدور في أقل من عشر دقائق، قال المخرج الشاب إن "المشكلة التي تعاني منها المحاظر في موريتانيا، هي الوافدون الجدد والدخلاء الذين شوهوا صورة المحظرة كما شوهوا صورة الإسلام قبل ذلك".
وخلص إلى القول إن "المحظرة مدرسة دينية عريقة، اعترف لها العالم أجمع بما قدمته للإسلام في المنطقة وبما خرجته من علماء كبار لهم صيت في جميع أنحاء العالم استطاعوا أن يرفعوا سمعة موريتانيا عالياً، ولكن هذه المحظرة مؤخراً أصبحت عرضة لوافدين جدد جلبوا معهم منهجاً جديداً لا علاقة بالمظحرة ولا بالقائمين عليها"، وفق تعبيره.