
انطلقت اليوم الجمعة في إسطنبول جولة جديدة من المفاوضات بين وفدين من روسيا وأوكرانيا، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وتأتي هذه الخطوة بعد دعوة مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط أجواء من التوتر وتبادل الاتهامات بين الجانبين.
ورغم أهمية اللقاء، قلل مسؤولون أمريكيون وأوروبيون من التوقعات بشأن تحقيق تقدم ملموس، في ظل غياب التمثيل الروسي الرفيع والتصريحات المتبادلة التي سبقت الاجتماع. وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن "التوقعات متواضعة"، مشيراً إلى أن أي اختراق حقيقي قد يتطلب لقاء مباشراً بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى استعداده للتدخل إذا أحرزت المباحثات تقدماً.
من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكوكه في جدية الجانب الروسي، واصفاً الوفد المشارك بأنه "صوري"، بينما ردت موسكو بوصفه بـ"المهرج". ويقود الوفد الروسي المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، فيما يرأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف.
وتأتي هذه المفاوضات في ظل استمرار الخلافات الجوهرية بين الطرفين، حيث تصر روسيا على ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا للناتو والاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها، بينما تطالب كييف بضمانات أمنية وانسحاب كامل للقوات الروسية.
وتسعى تركيا إلى لعب دور الوسيط، مع توقعات بعقد اجتماعات ثلاثية تضم مسؤولين أتراك وأمريكيين إلى جانب الوفدين الروسي والأوكراني. وبينما تواصل الدول الأوروبية الضغط على موسكو لوقف إطلاق النار، يبقى مستقبل هذه المفاوضات رهناً بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية.